معنى
السفسطة من خلال مثال
مبدئيا يجب أن نفرّق بين السفسطة Le sophismeوالسفسطائية La sophistique. السفسطائية هي جملة النظريات أو المواقف العقلية المشتركة بين كبار السفسطائيين كبروتاغوراس وغورجياس وبروديكس وهبياس...السفسطة هي منهج تفكير يبدو ظاهريا منطقيا ولكنّه في الواقع خاطئ ويهدف إلى مغالطة المحاور. ولتوضيح معناها يعمد الشرّاح إلى مثال متداول كثيرا في تاريخ الفلسفة، هو التالي.
ها أنا أمام كومة من القمح. أرفع حبّة من الكومة، فهل أزيل الكومة؟ طبعا لا. فإذا رفعت حبّة ثانية، هل أزيل الكومة؟ طبعا لا. بناءً على ذلك أستطيع أن أضع مبدأ هو عبارة عن حقيقة مفادها: أن رفع حبّة من كومة لا تزيل الكومة. بل أكثر من ذلك فإن هذا النقص لا يُلاحظ. ولو نطلب من شخص أن يتأمّل الكومة ثم نطلب منه أن يختفي، ونأخذ حبّة من الكومة في غيابه ثمّ نستدعيه ونطلب منه تحديد عدد الحبّات التي أخذناها، فإنّه سيضطرّ للتخمين.
فإذا واصلت عملية الرفع حبّة حبّة، أستطيع أن أقول في كلّ مرّة: الكومة مازالت باقية. وهذا بناءً على المبدأ السابق. وهو: رفع حبة من الكومة لا تزيل الكومة.
فإذا واصلت العملية الرفع، ورفعت كلّ الحبّات إلا حبّة واحدة. فمن المنطقي أن أكرّر ما كنتُ أقوله في كلّ مرّة: مازالت الكومة باقية. ولكن ماذا يعني هذا؟ ما هي هذه الكومة الباقية. إنّها مجرّد حبّة قمح. بهذه الطريقة يعتقد السفسطائي أنّه برهن على أن الكومة القمح هي حبّة قمح وهو أمر غير مقبول.
ولسائل أن يسأل: كيف أمكن للسفسطائي أن يغالطنا؟ ما هو الخطأ المندس في هذا التمشي؟
في المثال المذكور، المبدأ الذي إعتمد عليه السفسطائي وهو أن رفع حبّة من الكومة لا تزيل الكومة هو مبدأ صحيح ولكن الأمر لا يتوقّف عند رفع حبّة فقط، فهناك حبّات سترفع لاحقا حبّة حبّة. في البداية يطالبنا السفسطائي بأن نسلّم معه أن رفع حبّة من الكومة لا تزيل الكومة، فيفتكّ منّا الموافقة. بعد ذلك يفاجئنا بتكرار العملية .
مبدئيا يجب أن نفرّق بين السفسطة Le sophismeوالسفسطائية La sophistique. السفسطائية هي جملة النظريات أو المواقف العقلية المشتركة بين كبار السفسطائيين كبروتاغوراس وغورجياس وبروديكس وهبياس...السفسطة هي منهج تفكير يبدو ظاهريا منطقيا ولكنّه في الواقع خاطئ ويهدف إلى مغالطة المحاور. ولتوضيح معناها يعمد الشرّاح إلى مثال متداول كثيرا في تاريخ الفلسفة، هو التالي.
ها أنا أمام كومة من القمح. أرفع حبّة من الكومة، فهل أزيل الكومة؟ طبعا لا. فإذا رفعت حبّة ثانية، هل أزيل الكومة؟ طبعا لا. بناءً على ذلك أستطيع أن أضع مبدأ هو عبارة عن حقيقة مفادها: أن رفع حبّة من كومة لا تزيل الكومة. بل أكثر من ذلك فإن هذا النقص لا يُلاحظ. ولو نطلب من شخص أن يتأمّل الكومة ثم نطلب منه أن يختفي، ونأخذ حبّة من الكومة في غيابه ثمّ نستدعيه ونطلب منه تحديد عدد الحبّات التي أخذناها، فإنّه سيضطرّ للتخمين.
فإذا واصلت عملية الرفع حبّة حبّة، أستطيع أن أقول في كلّ مرّة: الكومة مازالت باقية. وهذا بناءً على المبدأ السابق. وهو: رفع حبة من الكومة لا تزيل الكومة.
فإذا واصلت العملية الرفع، ورفعت كلّ الحبّات إلا حبّة واحدة. فمن المنطقي أن أكرّر ما كنتُ أقوله في كلّ مرّة: مازالت الكومة باقية. ولكن ماذا يعني هذا؟ ما هي هذه الكومة الباقية. إنّها مجرّد حبّة قمح. بهذه الطريقة يعتقد السفسطائي أنّه برهن على أن الكومة القمح هي حبّة قمح وهو أمر غير مقبول.
ولسائل أن يسأل: كيف أمكن للسفسطائي أن يغالطنا؟ ما هو الخطأ المندس في هذا التمشي؟
في المثال المذكور، المبدأ الذي إعتمد عليه السفسطائي وهو أن رفع حبّة من الكومة لا تزيل الكومة هو مبدأ صحيح ولكن الأمر لا يتوقّف عند رفع حبّة فقط، فهناك حبّات سترفع لاحقا حبّة حبّة. في البداية يطالبنا السفسطائي بأن نسلّم معه أن رفع حبّة من الكومة لا تزيل الكومة، فيفتكّ منّا الموافقة. بعد ذلك يفاجئنا بتكرار العملية .
