الله خارج حدود الزمان والمكان


حسب الطرح الديني فإن الله يصف نفسه بأنه خارج حدود الزمان و المكان. معنى ذلك بالنسبة للمكان ليس أنه أزلي فقط و لكن أنه لا تنطبق عليه حدود الزمان و ما هي حدود الزمان؟ إنها الماضي و الحاضر و المستقبل بمعنى أنه ليس له ماض و لا حاضر و لا مستقبل لأنه الله فهو البداية و النهاية و الحاضر و في كل حين و وقت و بمعنى أنه لا تتقلب عليه الأيام و لا السنين و لا الساعات.
إن ما سبق قوله هو نظرية، رأي، إعتقاد، إيمان.... أي شيء إنما هو ليس حقيقة ثابتة كحقيقة أننا كبشر تحدنا حدود الزمان.

و أية نظرية ( فلسفية أو علمية ) يجب أن نضعها قيد التمحيص و الفحص و القياس قبل أن نؤمن بها و نقتنعها خاصة و أنه يترتب على ذلك أمورا كثيرة أهمها اختلاف الأديان و بالتالي اتباع أحدها و بدء التناحر لإثبات من هو على صواب و  من هو على خطأ و إن كان على خطأ فهل يستوجب القتل أم التعزير أم غير ذلك؟؟ كيف يمكن لله أن يكون خارج حدود الزمان و هو الذي فرض قوانين الزمان؟ كيف يمكن له أن يكون ماضيا و حاضرا و مستقبلا ؟

و ليس مستقبلا طبعا بالمصير لأن المصير معناه المستقبل لكن المصير بمعنى النهاية. أحد التشبيهات التي ستقرب لنا هذا المفهوم أن نشبه الزمان بالكرة أو الدائرة التي لا يمكن لك أن تحدد نقطة بدايتها كما لا يمكن أن تحدد نقطه نهايتها فكل النقاط فيها بداية و كلها أيضا نهاية. لكن هذا يواجهنا بمعضلة خطيرة أن أي متتبع لحدود أو سطح هذه الدائرة و يسير معها لا بد إذا أن يعود لنقطة البداية سواء سار إلى الأمام أو إلى الخلف، كما أنه يعني تكرر الأحداث، أيضا يعني تشابك الأحداث حسب نقطة البداية بمعنى إذا كانت في نقطة ما حدث ما فإن الحدث ثابت لكن من يدورون حول الحدث ستختلف أوقات التقائهم بالحدث أما إذا كان هذا الحدث نفسه يدور فمعنى ذلك إن المنظومة كلها تدور و بالتالي ستكون ثابتة لأنها ستشبه الشخص الموجود مع مجموعة أشخاص في سيارة تدور حول محور مثل ما يحدث في مدن الملاهي.

أيضا الله نفسه إن كان خارج حدود الزمان فقد وضع نفسه فيه و قيد نفسه به بنص حديثه و كلامه. فهو الذي وضع ترتيبا للخلق و سير الحياة ثم العقاب بمعنى أنه أول ما بدء الخلق بدأ به حسب ترتيب زمني ثم جلس على عرشه و بدأ يراقب هذه المنظومة التي اخترعها و ها هو ينتظر أن تنتهي ليبدأ مرحلة العقاب و الثواب إذا طالما أنه ينتظر فهو خاضع لقانون الزمان ( المستقبل )

أما القول بأنه يشاهد الزمان بمعنى أنه يشاهد الأحداث كمن شاهدها مسبقا لأنه يعرف نتيجة الأحداث كلها فتعني أيضا الماضي أي أنه أيضا مر عليه زمان و بالتالي خضع لقانون الزمان.

الشيء الذي يجب أن نلتفت إليه عند نقاش الزمان هو الوقت، لأننا كبشر نقيس الوقت بالثواني و الدقائق و الساعات و الأيام و الأشهر و السنوات.... كلها مربوطة بكون الأرض و علاقتها بالكواكب خاصة الشمس و القمر.

فهل الله الذي هو خارج حدود الزمان يخضع لنفس التوقيت؟؟ بالتأكيد لا فما هو التوقيت الذي يتبعه الله؟ هل هو ( يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ) .. السجدة الآية 5 .. ( وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ) ... الحج الآية 47 .... ما يهمنا في هذا الموضوع ليس سنواتنا سواء كانت ألف أو غير ألف ما يهمنا هو ما يقابل ذلك الذي هو يوم الله ( اليوم عند الله ) لأننا نستنتج بوضوح أن الله له أيام و بناء على هذه الأيام فقد وعدنا بيوم الحساب و بالتالي اليوم الذي فيه الله الآن ليس يوم الحساب لأن يوم الحساب يوم آت لا ريب فيه إذا الله ينتظر قدوم هذا اليوم الذي سيحاسبنا فيه على شر أعمالنا إذا هذا اليوم هو مستقبل..... فهل خضع الله للمستقبل

فرض الله الصلوات و الحج و العبادات في مواقيت معينة إذا هو متتبع لهذه الأوقات و التي هي أيضا زمان!!! إن ترتيب نشر الديانات السماوية و بالتالي الكتب السماوية الذي يرتبط بالأحداث يعني أن الله متتبع لهذه الأوقات إذا هو ينتظر تقلب الأوقات ليبدأ فعل شيء ما إذا هو غير قادر حكما على أن يفعل الشيء إلا إذا جاء وقته إذا هوينتظر الزمان إذا أيضا هو خاضع لحدود الزمان إن الله و هو يتحدث عن نفسه بأنه سرمدي خارج حدود الزمان و يقول أنه كان البداية، لا يحدثنا أبدا عما قبل البداية؟؟؟؟ و لو من قبيل الإشارة!!!!! فإن كان هو البداية فمن أين بدأ و كيف بدأ؟

وشكرا على تتبعكم