الجذام وفقدان حساسية الاطراف


على الرغم من أن الجذام مرض قديم، إلا أن القليلين منا يعلمون ان هذا المرض يؤدي الى فقدان الشعور بين العقد العصبية في الاطراف وبين الدماغ. أُطلق على هذا المرض العديد من الاسماء ومنها elephantiasis graecorum, lepra arabum, lepra orientalis وتسببه بكتريا مُعدية تسمى Mycobacterium leprae حوالي عشرة ملايين شخص تعرضوا لمرض الجذام، في العصر الحديث، ويعيشون اليوم وهم يعانون من نوع من انواع الاعاقة. 



في السابق كان الاعتقاد ان الجذام مرض ساري وغير قابل للعلاج، لذلك كان يُجبر المصابون على العيش في كنتونات معزولة. مثل هذه الكانتونات لاتزال موجودة حتى اليوم، مثلا في الفلبين . اليوم نعلم ان بالامكان معالجة المرض من خلال كورس من المضادات الحيوية.
جاء ذكر الجذام في التوراة بضعة مرات، غير أن من المشكوك به ان القصد منه هو ذات المرض الذي نعنيه اليوم. السفلس يملك مواصفات مشابهة للجذام وقدرة أكبر على نشر الاصابة، ومن الممكن ان السابقين اخطئوا التشخيص واجبروا المصابين بالسفلس على التواجد في اماكن الكرنتينا الى جانب المصابين بالجذام.
جرى تصنيف الجذام عام 1873، والبكتريا التي تسببه لديها قرابة مع مرض السل، وانتشار المرض يكون بدخول البكتريا الى الاصحاء عن طريق التنفس.
فترة حضانة المرض طويلة للغاية، بحيث ان البعض يصابون بالمرض في طفولتهم لتظهر الاعراض في سنوات الكبر. وفي الواقع القليل فقط من المصابين الذين تظهر لديهم اعراض الاصابة.
فقدان ريف العين أحدى أوائل أعراض الاصابة بالمرض. والاعراض يمكن ان تأخذ العديد من الاشكال، فهناك اعراض الجذام الجاف وهناك الجذام السائلي. في الاول تظهر بقع لا لون لها فاقدة للاحساس. في هذا المناطق لايشعر المصاب بالالم حتى لو اصيب بجرح او قطع. النوع الثاني يؤدي ان الجلد يصبح ثخين و نشوء كتل وانتفاخات، وفي النهاية مايسمى بوجه الاسد. كلا النوعان يؤديان الى اضرار بالنهايات العصبية، وينقطع الاتصال بين المناطق العصبية في الجلد وبين مواقع الشعور بالالم في الدماغ في النتيجة يمكن ان تؤدي الاصابة الى شلل في العضلات او فقدان في الاحساس. الجروح التي يصاب بها المريض تتعفن، وغالبية مرضى الجذام مصابون بنوع من الاعاقة.
هناك امراض اخرى تؤدي الى فقدان الحساسية بين الجلد والدماغ، ومنها مرض Syringomyeli. ذلك بسبب نشوء غرفة من السوائل في العمود الفقري بما يؤدي الى إعاقة الخلايا العصبية، جزئيا او كليا، عن نقل المعلومات من والى الدماغ. المصاب يفقد الشعور بالحرارة او البرودة،  كما يشعر بضعف في العضلات، ويفقد القدرة على ردود الافعال، ويشعر بالالم في الرقبة، والتيبس في عضلات الظهر، ويزيد لديه التعرق وتحدث لديه مشاكل في الامعاء.
قد تكون الطفرة في احدى الجينات، Nerve Growth Factor beta (NGFb), also called hereditary sensory and autonomic neuropathy type IV —  أحد الاسباب التي تقف خلف عدم الشعور بالالم، إذ ان المنظومة العصبية لاتتطور بشكل طبيعي.  بعض الاشخاص ولدوا بدون القدرة على الشعور بالالم بتاتاَ.  ذلك يعني انهم قد يأذون انفسهم بدون ان يشعروا. أضافة الى  ذلك تكون  مفاصلهم مشوهة عادة وعظامهم غير طبيعية.  هذه النقص ينتقل بالوراثة.