بأية سرعة نتحرك؟ |قانون فيزيائي|


إن العداء الجييد يقطع مسافة قدرها 1.5 كم، في 3 دقائق و 50 ثانية (الرقم القياسي العالمي لعام 1958 هو 3 دثائق و 36 ثانية). وللمقارنة مع السرعة العادية للمشاة- 1.5 م في الثانية- يجب القيام بعملية حسابية صغيرة. عندئذ يظهر أن العداء يقطع في الثانية الواحدة 7 أمتار. وبالمناسبة، فان هذه السرعة غير ثابتة: إذ يستطيع الانسان ان يسير طويلا عدة ساعات كاملة، وان يقطع في الساعة الواحدة 5 كم. أما العداء، فيستطيع المحافظة على سرعته الكبيرة لمدة قصيرة فقط. ان وحدة المشاة العسكرية، تنتقل بخطوات سريعة، ابطأ بثلاث مرات من سرعة العداء، اذ تقطع في الثانية الواحدة 2 م ، او ما يزيد على 7 كم في الساعة الواحدة، ولكنها تمتاز عن العداء، بقابليتها لقطع مسافات أكبر كثيرا.
ومن الممتع، مقارنة الخطوة العادية للانسان. بسرعة بعض الحيوانات البطيئة- التي يضرب بها المثل- كالقوقعة والسلحفاة. وقد اكدت القوقعة تماما، صحة ما يقوله عنها المثل: فهي تقطع 1.5 مم في الثانية، او 5.3 م في الساعة- اقل من الانسان بالف مرة تماما. ولا يستطيع الحيوان الاخر، النموذجي في البطء، وهو السلحفاة، ان يجري بسرعة تزيد عن 70 م في الساعة.
والانسان الحثيث الخطى، بالنيبة للقوقعة والسلحفاة، يبدو في عالم اخر، اذا قارنا حركته، حتى ببعض الحركات غير السريعة جدا، الموجودة في الطبيعة المحيطة بنا. وهو، والحق يقال، يسبق مجرى الماء في اكثر الانهار الجارية في السهول بسهولة، ولا يتاخر كثيرا عن الرياح المعتدلة. ولكن الانسان يستطيع بنجاح مسابقة الذبابة، التي تطير بسرعة 5 م في الثانية، ما لم يكن يتزلج على التلج. وليس في استطاعة الانسان ان يسبق الارنب او كلب الصيد، حتى لو كان على ظهر حصان سريع. ويستطيع مسابقة النسر، بركوبه طائرة فقط.
ان المكنات التي اخترعها الانسان، جعلت منه أسرع مخلوق على وجه الارض. وقد تم في الاتحاد السوفييتي، صنع سفن ركاب ذات اجنحة تحت سطح الماء، تتراوح سرعتها بين 60 و 70 كم/ساعة. ويستطيع الانسان ان يتحرك على الارض، اسرع مما يتحرك على الماء. وفي الاتحاد السوفييتي، تبلغ سرعة قطارات الركاب، على كثير من خطوط السكك الحديدية 140 كم/ساعة. وتصل سرعة سيارة الركاب "تشايكا''، التي تحتوي على سبعة مقاعد، الى 160 كم/ ساعة(شكل 2). اما سرعة الطيران الحديث، فقد فاقت كافة السرع المذكورة كثيرا.
وفي الاتحاد السوفييتي، وكذلك في عدد من الدول الاخرى، تعمل على الخطوط الجوية المدنية، طائرات ركاب سوفييتية نفاثة كثيرة المقاعد، من طراز نو-104 وتو-114 وال-18 وال-62 وغيرها. ويتراوح معدل سرعتها بين 800-1000كم/ساعة. ومنذ وقت غير بعيد، وضع المصممون امامهم، مسالة اختراق "الحاجز الصوتي" والانطلاق بسرعة تزيد على سرعة الصوت (330 م/ثانبة، أي 1200 كم/ساعة. وقد تم في الوقت الحاضر حل هذه المسالة. ان سرعة الطائرات الحربية-لا المقاتلة فحسب، بل وقاذقات القنابل ايضا- تفوق سرعة الصوت بثلاث او اربع مرات.
وقد تم في الاتحاد السوفييتي صنع طائرات ركاب، تفوق سرعتها سرعة الصوت.
ويمكن ان تصل سرعة الاجهزة التي اخترعها الانسان، الى اكثر مما ذكرناه.
لقد اطلق القمر الصناعي السوفييتي الاول، بسرعة ابتدائية بلغت حوالي 8 كم/ثانبة. وسرعان ما زيدت سرعة الصواريخ الفضائية السوفييتية، المسماة بالسرعة الكونية الثانية، فبلغت فوق سطح الارض 11.2 كم/ثانية، الامر الذي مكنها من الوصول الى القمر، ومن ثم الى الزهرة والمريخ.

مصدر : الفيزياء المسلية
لتحميل الكتاب من هنا

مواضيع ذات صلة: