"أصدقاء الخطيب" يرفَعُون دعوى ضد الرويسي


رصيف الصحافة: "أصدقاء الخطيب" يرفَعُون دعوى ضد الرويسي
نبدأ جولتنا عبر أهم ما جاءت به الصحف الأسبوعية من "الأسبوع الصحفي" وتَوقُّفِها عند قرار جمعية أصدقاء الراحل الدكتور عبد الكريم الخطيب القاضي برفع دعوى قضائية ضد البرلمانية عن حزب الأصالة والمعاصرة خديجة الرويسي بعد اتهامها لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران والراحل الخطيب مؤسس حزب العدالة والتنمية، بالتورط بقتل الأبرياء خلال سنوات الرصاص.

وأوضحت "الأسبوع" أن أصدقاء الخطيب كَلَّفوا المحامي محمد زيان برفع الدعوى ضد الرويسي التي صَرَخت باتِّهاماتِها المذكورة مساء يوم الثلاثاء 11 دجنبر داخل إحدى قاعات مجلس النواب بحضور وزير العدل والحريات مصطفى الرميد.

ذات الجريدة كشفت أن جبهة البوليساريو تصرف أموالا كثيرة على مجموعة من الشبان الصَّحراويين مُقابل استِقْطاب آخرين يعيشون في أوضاع اجتماعية صعبة ومن تَمَّ توظِيفِهم لترويج أفكار"سياسية جَبْهوِية" واستغلالهم في الاحتجاجات الاجتماعية.

من جهة أخرى، أوردت ذات "الأسبوع" أن مندوبية وزارة الصحة بطاطا لم تَعُد تتوَفَّر إلا على أربعة أطباء عامِّين وثمانية أخصّائيين لساكنة يتجاوز عددها 226 ألف نسمة، ما يعني طبيبا واحدا لما يفوق 26 ألف مواطن..

من جانبها، أشارت "المشعل" إلى تهافت شركات التنقيب عن النفط على توقيع عقود تنقيب مع المغرب، بسبب احتمال أن تكون سنة 2013 سنة النفط بالمغرب، حيث تُعَدُّ شركة "طوطال" الفرنسية أحد أهم وأكبر الشركات التي تنقب عن النفط بالمغرب..

ذات "المشعل" أوردت أن دِراسة أمريكية لمركز دراسات وأبحاث مُتخَصِّص في الأديان والمعتقدات خَلُصَت إلى أن أتباع الديانات السماوية يتجاوزون 84 بالمائة من سكان العالم وأن عدد المُلحدين يصل إلى مليار في أرجاء العالم بحَسْب أن شخصا من بين ستة لا يؤمن بشيء، وهي ذات الدراسة التي اعتبرت أن سكان المغرب من أكثر الشعوب العربية تدينا مع وجود نِسبة ضئيلة من الملحدين الذين عملت "المشعل" على الالتقاء ببعضهم ومحاولة التعرف على مخاوفهم من حكومة يقودها الإسلاميون..

أما "الأيام" فأوردت أن أرملة مرشد الجماعة الراحل عبد السلام ياسين تقدمت بطلب رسمي من أجل حجز قبر بجوار قبر زوجها بمقبرة الشهداء بالرباط، إلا أن المصالح المختصة بالمدينة رفضت الاستجابة لهذا الطلب.

فيما قالت نفس الأسبوعية إن عدد اليهود المغاربة لا يتجاوز اليوم 70 ألفا يعيشون أساسا في المدن الكبرى المغربية، واصفة إياهم "بالحاضرين دائما في أخبار التجارة والصناعة والسياحة وعالم السياسة كذلك". مشيرة إلى أن يهود المغرب الذين عاشوا جنبا إلى جنب مع المغاربة المسلمين، يمثلون 0.2 بالمئة من مجموع الساكنة حسب دراسة أمريكية، بعد أن غادر أغلبيتهم في جنح الظلام إبان الهجرة التي قادتهم إلى أرض القدس بعد سنة 1948.

وإلى عالم الثقافة والفن، قال مصطفى رهين عضو مجلس مدينة الدار البيضاء، إن التكلفة المبرمجة للمسرح الكبير بالبيضاء والبالغة 157 مليار سنتيم في الظروف الاقتصادية الراهنة تطرح علامات استفهام كثيرة، مضيفا أن إنشاء مسرح مكان "النافورة" الشهيرة بالمدينة جريمة في حق الدار البيضاء التي تُعتبر من المُدن المغربية ذات حمولة ثقافية كبيرة.

وأشار المتحدث في حوار مع "الأيام"، إلى أن تصميم المسرح لا يعكس مغربية المكان ولا علاقة له بالهوية المغربية، حيث أنه مستوحى من البنايات العصرية التي لا تعكس الثقافة المحلية، "لا أفهم كيف يريدون نقل النّافورة والحَمام؟ والقائلون بهذا المقترح لا يفقهون شيئا في التاريخ أو الجغرافيا أو الثقافة لأن تغيير مكان معلمة يطمس هويتها" يقول رهين.

فريق طبي مغربي يُجري عمليات بنواكشوط


فريق طبي مغربي يُجري عمليات بنواكشوط

قام فريق طبي مغربي٬ تحت إشراف البروفسور محمد العروسي٬ رئيس قسم جراحة القلب والشرايين بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط٬ بإجراء تسع عمليات جراحية "قلب مفتوح" بمستشفى الشيخ زايد بالعاصمة الموريتانية (نواكشوط) لفائدة المرضى المعوزين وذوي الدخل المحدود.

وقال البروفسور العروسي٬ إن الفريق الطبي المغربي٬ الذي قام بهذه العمليات الجراحية التي كانت ناجحة تماما٬ خلال الفترة من 23 إلى 29 دجنبر الحالي٬ كان يتكون أيضا من الدكتور رشدي السايح٬ طبيب مختص في جراحة القلب والشرايين بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا٬ وممرض مختص في التخدير وممرضة متخصصة في الضخ الخارجي للقلب ومساعدة جراح٬ بالإضافة إلى طاقم طبي موريتاني في طور التكوين يقوده مدير المركز الوطني الموريتاني لأمراض القلب البروفسور أحمد ولد اباه.

هل تزدهر اللّغة العربيّة في أول احتفال عالمي بلغة الضاد؟


هل تزدهر اللّغة العربيّة في أول احتفال عالمي بلغة الضاد؟

في أول اعتراف دولي، وبمقترح مغربي وسعودي، يخلد العالم اليوم الثلاثاء المصادف لـ18 دجنبر، اليوم العالمي للغة العربية باعتماد من اليونيسكو، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، الذي صادق مجلسها التنفيذي المنعقد في أكتوبر الماضي بباريس على القرار، في وقت دعت وزارة التربية الوطنية إلى الاحتفاء بهذ اليوم في المؤسسات التعليمية عبر تنظيم أنشطة ثقافية وتربوية موجهة إلى التلاميذ قصد التعريف بلغة الضاد وبمكانتها الوطنية والدولية.

ورغم هذا الإعلان العالمي، الذي يراه البعض متأخرا وغير كاف بالنظر لمكانة اللغة العربية تاريخيا وحضاريا، فلا زالت العديد من التساؤلات تطرح حول واقع اللغة العربية ومكانتها من داخل المجتمع المغربي ومستوى حضورها في مؤسساته الرسمية وغير الرسمية، كما أن المختصين في الشأن اللغوي واللساني يرون أن لغة الضاد بالمغرب لا زالت تعيش وضعا مزريا ومترديا بسبب الهجمات المتتالية لطمسها من الخارج، على حد تعبير موسى الشامي رئيس الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية، ولما تتعرض له في الداخل من التيار "المفرنس" من جهة وبعض التيارات الأمازيغية المتعصبة من جهة أخرى التي تعتبر اللغة العربية أجنبية على المغرب.

الشامي: هناك جهات خارجية لفرنسة المغاربة

وتسائل موسى الشامي، رئيس الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية، عن سبب ما سماها الهالة والهَبّة الجديدة التي واكبت اختيار اليونيسكو لتاريخ 18 دجنبر للاحتفال بيوم عالمي للغة العربية، "فنحن نعلم أن مقر اليونيسكو هو متوجاد اليوم بالعاصمة الفرنسية باريس"، مردفا أن اليونيسكو تعرف سياسة "الفرنسة" التي تنهجها فرنسا في محاربتها للغة الضاد، "فنحن مع اللغة الفرنسية والفكر الفرنسي.. لكننا ضد سياسة الفرنسة التي تطبقها فرنسا في مستعمراتها القديمة".



ويرى الشامي، ضمن تصريح لهسبريس، أن هناك ضغوطا من جهات خارجية لإقلاع المغاربة عن استعمال اللغة العربية، حيث تهفو تلك الجهات، حسب الشامي، إلى هيمنة لغتها على بلد لم تستسغ الخروج منه عسكريا، مضيفا أن الدولة المغربية تعرف أن الدول المتقدمة هي الدول التي تستعمل لغاتها الوطنية وتعرف أن هناك دولا صغيرة تقدمت بلغتها الدستورية، مثل كوريا وفنلندا.

وفي جواب عن كيف يمكن للدولة أن تحمي لغتها الدستورية، أجاب الشامي أن الإرادة السياسية هي أولى أدوات الحماية، موضحا أن سن القوانين ووضع الآليات اللوجستيكية لتحقيق هذا الهدف يفرض نفسه بقوة، "ثم تأتي مرحلة بتطبيق التشريعات القانونية على أرض الواقع"، حيث يرى موسى الشامي أن التطبيق يجب أن يكون إلزاميا و قابلا لكل أنواع الزجر والعقوبات المادية حرصا على هيبة الدولة واحترامها لهويتها ولاستقلالها وحفاظا على تقدمها بلغتها الدستورية والوطنية لا بلغة الغير.

وخلص المتحدث إلى أنه لا بد من هَبَت وطنية سلمية لحماية اللغة الوطنية، لفرض استعمال اللغة العربية في الحياة كما ينص على ذلك الدستور المغربي، "وإلا شخصيا و كفرد سأظل أتمنى أن تدوم الأمية بالمغرب، لأنها هي التي تحافظ لنا الآن على حميميتنا ضدا على فرنسة اللسان المغربي"، و ذلك لأن الفرنسة، حسب الشامي، لا تجد لها مجالا للانتشار في صفوف الأميين سواء كانوا ناطقين باللغة العربية الدارجة أو اللغات الأمازيغية المختلفة.

بوعلي: اللغة العربية تعيش التهميش والمحاربة

ومن جهته، قال فؤاد بوعلي، الباحث والمتخصص في اللسانيات، إن إعلان اليونيسكو هو اعتراف دولي بقيمة اللغة العربية ودورها الحضاري ومكانتها بين اللغات العالمية، وذلك رغم واقع التهميش والمحاربة الذي تعيشه اللغة، موضحا أنها لازالت تعرقَل منذ الاستقلال "بغية حصرها في الطابع الوجداني العقدي باعتبارها لغة منابر ومتاحف دون الولوج إلى ميادين التنمية المختلفة".



وأضاف بوعلي، الرئيس الأسبق للجمعية المغربية لحماية اللغة العربية في تصريح لهسبريس، أن ذلك الحصر أنتج غياب استعمال لغة الضاد في الإدارة والتعليم والمؤسسات العمومية والشارع العام "مما خلق فوضى لغوية جعلت الفرنسية هي سيدة الفضاء والعربية تتوارى إلى المناطق الخلفية"، وهي نتيجة، حسب بوعلي، أثرت على الحالة الثقافية والتربوية للمواطن المغربي.

وحول أسباب واقع اللغة العربية في المجتمع المغربي، يعتقد بوعلي، وهو أيضا نائب رئيس الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب، أن منها ما هو سياسي تدبيري يتعلق بالاختيارات السياسة للدولة والتي اتسمت، حسب بوعلي، بعدم الوضوح وعدم الاهتمام بجوهرية اللغة في بناء المجتمع. إضافة إلى ما هو مجتمعي، استنادا إلى تحليل عضو مجلس إدارة مركز الدراسات والأبحاث الإنسانية في جامعة محمد الأول بمدينة وجدة، يتعلق بغياب الوعي لدى مختلف الفاعلين المجتمعيين بأهمية العربية ودورها.

الطاهري: واقع العربية بالمؤسسات التعليمية رهيب

ويرى عمر الطاهري، أستاذ اللغة العربية بالتعليم الثانوي ببني ملال في تصريح لهسبريس، أن واقع اللغة العربية في المؤسسات التعليمية بالمغرب "رهيب" ولا يرضي أحدا، "فالتلميذ لا يكاد يستطيع أن يقرأ النصوص العربية بلغة سليمة"، وهو ما يفقد روح الإبداع، يضيف الطاهري، لدى التلميذ في المجالات المتعلقة باللغة العربية.



وتأسف الطاهري على واقع علاقة التلميذ والطالب باللغة العربية، فالتلميذ، حسب أستاذ اللغة العربية، لا يكاد يستوعب لغته في المدرسة فضلا عن أن ينتج فيها ويبدع من خلالها، "أما الطالب في الجامعة، فلا يستطيع أن يتحدث بلغة الضاد سليمة دقائق قليلة للأسف"، وهو واقع رهيب يقول الطاهري، يستدعي وقفة جدية وحاسمة من أجل بناء الذوق المادي واللغوي للغة العربية في أنفس التلاميذ والطلاب.

وأشار الطاهري إلى أن تحفيظ القرآن الكريم في وقت مبكر من عمر الإنسان في الكتاتيب وروض الأطفال كان يُمَكّن الحفاظ من تقويم ألسنتهم على اللغة العربية السليمة ويمكنهم منها، وهو أمر مغيب في الوقت الحالي، يضيف الطاهري، جعل الناس في المجتمع يعيشون كأنهم عجم في لغتهم.

اليونيسكو تعترف بالعربية..



صادقت الدورة 190 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونيسكو، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، التي انعقدت في أكتوبر المنصرم بمقرها الرئيسي بباريس، على جعل 18 دجنبر من كل عام يوما عالميا للغة العربية، وهو القرار الذي اقترحه كل من المغرب والسعودية، حيث اعتبر المجلس التنفيذي أن هذه اللغة "هي لغة 22 عضواً من الدول الأعضاء في اليونيسكو.. وهي لغة رسمية في المنظمة ويتحدث بها ما يزيد عن 422 مليون عربي، ويحتاج إلى استعمالها أكثر من مليار ونصف من المسلمين"، مشيرا إلى أن لغة الضاد ذات دور وإسهام في حفظ ونشر حضارة الإنسان وثقافته.

وعلى إثر ذلك، دعت اليونيسكو إلى ضرورة التعاون على أوسع نطاق بين الشعوب من خلال التعدد اللغوي والتقارب الثقافي والحوار الحضاري بما ينسجم مع ما ورد في الميثاق التأسيسي للمنظمة.

دعوة إلى التعريف بالعربية في المؤسسات التعليمية



بدورها أصدرت وزارة التربية الوطنية، ولأول مرة في تاريخها، توصية إلى مديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين ونواب الوزارة، تدعوا فيها إلى الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، تفاعلا مع مبادرة اليونيسكو، حيث دعت الوزارة كل الفئات التعليمية، من مفتشي اللغة العربية ومديري المؤسسات التعليمية وأساتذة اللغة العربية، في كافة مناطق وجهات المملكة، إلى تخليد هذا اليوم عبر تنظيم أنشطة ثقافية وتربوية موجهة للتلاميذ، قصد التعريف باللغة وبمكانتها الوطنية والدولية.

في حين، شجعت الوزارة على فتح نقاش علمي وتربوي بين الأطر التربوية العاملة على صعيد كل منطقة تربوية للتعريف بالأبحاث والتجارب الناجحة في مجال تعليمها وتعلمها.

hespress

جدل مغربي حول كتاب أدبي بسبب صورة امرأة "عارية"

جدل مغربي حول كتاب أدبي بسبب صورة امرأة "عارية"
كتاب زخات حارقة لمصطفى لغتيري

بمجرد ما تم الإعلان في المنابر والمنتديات الأدبية المختلفة عن صدور مجموعة قصصية جديدة للأديب المغربي مصطفى لغتيري وسمها بعنوان "زخات حارقة"، حتى انهالت الانتقادات والاتهامات على صاحب الكتاب الإبداعي الجديد، حيث انصبت كلها أساسا على صورة اللوحة التي جاءت في غلاف المجموعة القصصية، أكثر من المضامين أو المواضيع المتنوعة التي تطرق إليها الروائي المغربي.

وتضمن غلاف الكتاب الأدبي لمصطفى لغتيري رسما فنيا يُظهر امرأة شبه عارية تقف أمام المِرآة، وبدت بظهر عار بشكل كامل إلى حدود أردافها، فيما صدرها مكشوف أيضا يتصدرهما ثديان نافران بشكل بارز، وهي الصورة التي يبدو أنها "استفزت" قراء ومتابعين كثيرين من مرجعيات "محافظة" رأوا في الصورة أمرا "معيبا" و"لا أخلاقيا".

الاستنجاد بالجسد الأنثوي؟

وقال المنتقدون، الذين توجهوا إلى رسم المرأة "العارية" أكثر منه إلى ما جاء في الكتاب الأدبي الجديد من قصص قصيرة جدا وما اشتملت عليه من مواضيع اجتماعية وإنسانية، إن الصورة الموضوعة على غلاف كتاب لغتيري "لا تليق أخلاقيا لتضمنها شيئا غير قليل من الإغراء الأنثوي حتى أنه لا يمكن لشخص يحترم نفسه أن يحمل الكتاب معه، وإلا "انتقض وضوءه" بحسب تعبير معلق ساخر.

وبادر متابعون أبدوا ملاحظاتهم في منتديات ومواقع أدبية عديدة بخصوص إصدار "زخات حارقة"، ضمن منشورات دار النايا ومحاكاة لسنة 2013، إلى اتهام لغتيري بمحاولة "استغلال" صورة المرأة "العارية" من أجل بيع الكتاب أكثر، وبأن "موضة" الاستنجاد بالجسد الأنثوي الباذخ صارت لصيقة بكل من أراد لاسمه الصعود بسرعة البرق في وطننا العربي" يقول آخرون.

ولم يتورع معلقون على غلاف كتاب "زخات حارقة" في إقامة "محكمة أخلاقية" في العالم الافتراضي للروائي المغربي بخصوص توسله برسم امرأة "عارية" في كتاب يحتوي على الأدب كان من المفروض أن يكون "مؤدبا"، لا مائلا إلى "الإثارة" و"الفتنة النائمة"، مشيرين إلى أن "زخات" لغتيري كانت بالفعل "حارقة" لكل ما هو "أخلاق" و"حياء".

وبالمقابل وجد متابعون وقراء آخرون هذه الانتقادات التي سلطها البعض على رقبة الكتاب الإبداعي الجديد لصاحب "أسلاك شائكة" بكونها "لا تستند على أي منطق أو مسوغ مقبول" مادام الأدب شكلا من أشكال الفن، والصورة مجرد رسم فني لا ينبغي إخضاعه إلى ميزان الأخلاق"، قبل أن يردف معلقون بأنه "لا يجب أن نقوم بمحاكم التفتيش لنعاين ما في داخل الكُتاب والأدباء والفنانين، لأن ذلك العهد قد مضى إلى غير رجعة خاصة بعد استنشاق الشعوب لنسائم الربيع العربي".

كفانا نفاقا

وتعليقا على هذا السجال الذي أثاره كتاب "زخات حارقة"، قال كاتبه مصطفى لغتيري في تصريحات لهسبريس إنه بداية" يتعين علينا أن نتجنب قدر الإمكان محاكمة الأدب بمعايير غير أدبية، فللأدب والفن عموما ـ كما هو معروف ـ معايير نقدية خاصة تحكمه، تؤهل من يمتلكها الحكم عليه بموضوعية، أو بنوع من الذاتية في بعض الأحيان".

وأوضح لغتيري بأن الصورة التي اختار الناشر ووضعها على غلاف مجموعته الجديدة "زخات حارقة " مجرد صورة فنية، لا يمكن التعاطي معها بمنطق ديني أو أخلاقي، فهذا الأمر لا يستقيم"، لافتا إلى "أنها لا تعبر بالضرورة عن ما يضمه الكتاب ما بين دفتيه، وهو بالمناسبة يحتوي على قصص قصيرة جدا تتناول قضايا اجتماعية ونفسية وفكرية..".

وشدد صاحب "ابن السماء" و "رقصة العنكبوت" على أن التعاطي مع النصوص هو المطلوب وليس مجرد الوقوف عند صورة فنية، اختارها الناشر لأهداف تشغل باله، وقد تكون في الغالب أهدافا تجارية"، يورد لغتيري في تصريحاته لهسبريس.

وأفاد الأديب قائلا: "ليس من الصواب محاسبتي على تلك الصورة، حتى وإن كنتُ لا أرى ضيرا في استعمالها كلوحة للغلاف، فهناك صور أكثر جرأة تقتحم حياتنا في كل لحظة وحين"، يوضح لغتيري الذي زاد بأنه "آن الأوان لتجاوز هذا النوع من الأحكام، لأنها أحكام تضعنا في موقف كاريكاتوري ساخر، ولا تشرفنا في شيء".

وخلص المتحدث إلى أنه "في الوقت الذي نرفض فيه صورة فنية تزين غلاف كتاب، وتتميز بنوع من "الجرأة"، نجد أن شعوب الدول العربية هي من بين شعوب العالم الأكثر تعاطيا مع صور الجنس عبر الانترنيت، فكفانا نفاقا وشيزوفرينيا، ولنتصالح مع ذواتنا عيوبنا وإنسانيتنا" يختم لغتيري تصريحاته لجريدة هسبريس الإلكترونية.

hespress

الشامي يتهم "التوحيد والإصلاح" بـ"طبخ" ائتلاف للغة العربية


وجه موسى الشامي، رئيس الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية، اتهاما مباشرا لحركة التوحيد والإصلاح بما سماه "طبخ" الإعلان عن ائتلاف وطني يهم الدفاع عن اللغة العربية، وذلك بشكل "سري" و"أحادي الجانب"، حيث قال الشامي إنه تقدم لدى المكتب التنفيذي للحركة بورقة مقترحات على إثر لقاء جمعيته بمسؤولي الحركة يوم 20 نونبر الماضي.

ويقول الشامي من خلال رسالته الموجهة إلى مسؤولي حركة التوحيد والإصلاح، والتي حصلت هسبريس على نسخة منها، إن جمعيته اتفقت مع الحركة على عمل "مشترك قادم" من خلال سلسلة من اللقاءات التربوية والفكرية والأكاديمية والتعبوية خاصة باللغة العربية، "ترومان من خلالها تشخيص العوائق التي تجعل اللغة العربية.. لا تحتل المكانة اللائقة بها في مختلف مجالات الحياة العامة بالبلاد".

وأضافت الرسالة بأن الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية اقترحت تنظيم لقاء مستعجل حول "ما تحتاج إليه اللغة العربية اليوم" في الأشهر المقبلة، "كخطوة أولى لتحسيس الجميع على أنه لا تنازل عن حق المغاربة في اللغة العربية لصالح الفرنسة"، لكن الإعلان عن تأسيس الهيئة جاء "في شكل إعلان أحادي الجانب"، تضيف الوثيقة، على ائتلاف "طبخ بسرعة و في سرية تامة عملا بالقول المأثور: اقضوا حاجتكم بالكتمان".

جدير بالذكر أنه تم الإعلان أول أمس السبت عن تأسيس "الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية"، خلال ندوة صحفية نظمت بنادي هيئة المحامين بالرباط تحت شعار "من أجل تنزيل سليم لمقتضيات الدستور الجديد"، والتي ترأسها فؤاد بوعلي، الباحث والمتخصص في اللسانيات بمركز الدراسات والأبحاث الإنسانية في جامعة محمد الأول بمدينة وجدة، حيث يهدف الائتلاف، استنادا إلى أرضيته التأسيسية، إلى توحيد وتجميع وتكتيل العاملين لخدمة اللغة العربية، بهدف استكمال إدماجها في مجال التعليم العالي، والبحث العلمي والإدارة والاقتصاد والحياة العامة، إضافة إلى الدفع بتفعيل الطابع الرسمي للغة الضاد، وتنفيذ الالتزامات الدولة بحمايتها وتطويرها وتنمية استعمالها وفق نص الدستور الجديد.

hespress

تعدُّدُ الزوجاتِ فِي المَغرب.. بينَ إباحةِ الشرعِ وطوقِ "المدوّنة"


رُغْمَ أنَّ مُدوَّنةَ الأسرةِ لمْ تمنعْ تعدُّدَ الزوجات بشكلٍ قطعيٍّ بعدَمَا خرجتْ إلَى حيز الوجود عامَ 2004، إلا أنَّها أحاطتهُ بمَجموعة شُروطٍ يصعبُ تحققُهـَا. جعلتْ عددَ المقبلين على الزواج للمرة الثانية أو الثالثة أو الرابعة، يشهدَ تراجعاً مستمراً، حسبَ الأرقام الرسميَّة لوزارة العدل، بحيث لم يتجاوز 0.27% فِي 2008 من مجموع زيجات السنة، بينمَا مثَّلَ 0.31% من بين عقود الزواج المبرمةِ خلالَ 2009.

وبينَ سنةٍ يرتفعُ فيهَا عددُ الراغبين في الارتباطِ بزوجةٍ ثانية، وأخرَى يكونُ فيهَا أدنَى، يبقَى المعطى البارزَ هوَ أنَّ عدد الرجال الذينَ يتزوجون بثانية لا يتخطَّى عددهم الألــف، بيدَ أنَّ أرقام تعدد الزوجات في المغرب، حسبَ محامينَ وقضاة ومنظمات غير حكومية لحقوق الإنسان، يبقَى مهمًّا، والطلبات المتقدم بها لأجل التعدد في ارتفاعٍ مطرد، بحوالي الألف على الأقل سنوياً، والأمرُ لا يتعلقُ حسبَ نادية مهير، المحاميَة في مكتب الرباط، بالرجال الأثرياء فحسبْ، لكنْ هناكَ أناسٌ أقل غنًى يتقدمون بطلب التعدد، من بينهم مثقفونَ وأطر، والمشكلُ الوحيدُ الذي يعترضُ سبيلهم هوَ المسطرة الجديدة التي أقرتْهَا مدونةُ الاسرة، والتي يصعبُ عليهم القفزُ عليهَا".

وأمامَ تعقُّدِ المسطرة، فإنَّ بعضَ الرجال المتزوجينَ يعمدونَ إلَـى الالتفافِ على القانون وتقديمِ ذرائع واهية في ملفاتهم حــتَّى يحظوْا بموافقَة القاضي، كما هوَ الشأن بالنسبة إلى حالةٍ تطرقت إليها الصحافة الوطنية في شهر نوفمبر المنصرم، بحيث أنَّ أحمد المتزوج بسلا منذ ثمانية أعوام، والأب لطفلين اثنين، تقدمَ بطلب زواج في مدينة أكادير استناداً إلَى شهادة عزوبة مزورة، وهيَ طريقةٌ يلجـأ إليهَا الكثيرونَ ممن يسعونَ إلى الارتباطِ بزوجةٍ ثانيةٍ، بهجرة مدنهم والتوجه إلى مكانٍ آخر يستطِيعُونَ فيه الحصول على شهادة العزوبة"، تقولُ خديجة رباح، عن فرع الجمعيَّة الديمقراطيَّة لنساء المغرب، بالدار البيضاء، "بشكلٍ لا يبلغُ معهُ الخبرُ إلَى الزوجةِ الأولَــى".

بيدَ أنَّ إبلاغَ الزوجة الثانية لأحمد الجهات المسؤولة، جرَّ عليهِ المتابعة القضائية، نظراً لعدم تسجيلِ حالته كرجل تزوجَ مرتين اثنتين لا مرة واحدة، وَجعلَ المحكمةَ تحكم عليه بثلاثَة أشهر سجناً نافذة، وذلكَ بسببِ الالتفاف على القانون وتزوير الوثائق.

وفِي ظلِّ ما يثارُ بشأنِ تضييقِ مدونة الأسرة على تعدد الزوجات، يبدُو أنهُ من الحريِّ التساؤلُ حولَ وجهة النظر القانونية في حالَ أراد الرجلُ الارتباط بزوجةٍ ثانيةٍ أو ثالثةٍ أو رابعةٍ، في ظلِّ عدمِ وجودِ مانعٍ شرعيٍّ، واشتراطِ المدونة على الرجلِ تقديمَ سببٍ موضوعيٍ عند تقدمه بطلب التعدد، يبينُ عن قدرتهِ المالية علَى تحملِ مسؤوليةِ أسرتينِ اثنتين، مخافةَ عدمِ عدلِ الزوج، وهوَ ما يعنِي أنَّ موافقةَ الزوجةِ مسألةٌ إلزاميةٌ، وإلَا حقَّ للزوجة الأولَى أن تطلبَ الطلاقَ، كما أنهُ من الإجباريِّ إخطارُ الزوجة الثانية، ويُشترطُ أيضاً سماعُ القَاضِي بموافقتهَا، ففي الحالات جميعها، يلجأ القاضي إلى محاولةِ الصلح قبل إصدار الحكم.

وفِي هذا المضمار نعودُ لنتساءلَ أيضاً، عن السبب الذي جعلَ أحمد المتزوج مرةً ثانيةً بأكادير لا يطلقُ زوجتهُ الأولَى، بشكلٍ كانَ سيجنبهُ الإدانةَ من قبلِ المحكمةِ بثلاثة أشهر من السجن النافذة، ومردُّ الأمرِ، حسبَ نادية موهير، هوَ أنَّ الكثيرَ من الرجال يرفضُونَ التطليقَ، خشية أداءِ النفقةِ، مع الإشارةِ إلَى أنَّ المدونةَ في هذا الصدد، عقدت المشاكل أكثر مما دفعت بها نحو الحلحلة". ففي الوقت الذي يفكرُ فيه الرجال ملياً قبلَ الإقدامِ على الزواج، لا تجدُ فتيات كثيرات أزواجاً لهن، وحينَمَا تكونُ لدَى الرجل القدرة المالية ليتزوج بأكثر من امرأة، يجدرُ التساؤل عن السبب الذي يمنعُ قيامهُ بذلكَ ما دامَ القانونُ يسمحُ به.

الأستاذ عبد السلام البوريني، نقِيبُ الهيأة الوطنيَّة للعدول في المغرب، يقولُ إنهُ لا يجدُ تفسيرا لإقدامِ المُشرِّع على جعل تعدد الزوجات مسألة على حظ كبير من الصعوبة، ما دامَ الإسلامُ قدْ سمحَ به، فالأمر لصالحِ المجتمع، وإلا فإنَّ البابَ سيُشرعُ أمامَ الفساد، فالمنعُ وفقَ البوريني، هوَ الذي يشجعُ على إقامةِ علاقات جنسيَّة خارج إطار الزواج، في ظلِّ ارتفاع سن العزوبة أكثرَ فأكثر، وعدم إيجاد النساء أزواجاً لهنَّ، بشكلٍ يدعُو إلى جعلِ المسطرة أكثرَ مرونةً حتَّى يتمكنَ الرجال من التزوج بثانية أو ثالثةٍ أو رابعةٍ. شريطةِ أن يكون العدل، لأنَّ من شأنِ ذلكَ أن يحميَ نساءً كثيراتٍ.

كلامُ الأستاذ البورينِي، يستندُ في الواقع إلَى ما جاء به القرآن في الآية الثالثة من سورة النساء (فانكحًوا ما طابَ لكمْ من النِّسَاءِ مَثْنَى وثُلَاثَ ورُبَاعَ فَإِنْ خِفتُمْ أَلَّا تَعْدِلُواْ فواحِدَةً أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذلكَ أدنَى ألَّا تعُولُوا"، ثمَّ الآية المائة والتاسعة والعشرين من السورة نفسِهَا (وَلَنْ تَسْتَطِيعُواْ أَنْ تَعْدِلُواْ بينَ النّْسَاءِ وَلَوْ حرِصْتُمْ)، وسواء تحققَ العدل أم لم يتحقق فإنَّ شيئاً واحداً يبدُو مؤكداً؛ هوَ أنهُ كلمَا تقدمنَا في العمر إلا وأضحيْنَا مؤيدينَ لمسألة التعدد، ولعلَّ الصورة تتضحُ بجلاءٍ معَ دراسةٍ تمَّ إنجَازُهَا عامَ 2007، تظهرُ أنَّ 44% من المغاربةِ مؤيدونَ لتعددُ الزوجاتِ. وهوَ رقمٌ مهم في ظل وجودِ مسطرةٍ يعمدُ الكثيرون إلى التحايلَ عليها، للظفر بزيجةٍ جديدة، تجديداً لشبابٍ غابر.

بنكيران للوفا: "صيفط الرّْجال للبوادي.. والعيالات خلّيهم حدا ديورهم"

الب رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران من وزير التربية الوطنية محمد الوفا بعدم تطبيق المساواة بين المرأة والرجل في مجال تعيين المعلمين والأساتذة في عدد من المناطق النائية والجبلية، موجها له الخطاب بالقول "البوادي صيفط ليها الرجال، وأما العيالات فخليهم قراب لعائلاتهن"، وذلك في إطار الجلسة الشهرية الخامسة للأسئلة الشفوية المتعلقة بالسياسة العامة، التي شهدها مجلس النواب عصر اليوم، وفقا لبنود الفصل 100 من الدستور الجديد.
وحث بنكيران الوفا، الذي بدا جادا في استماعه لكلمة رئيس الحكومة، على أن يقيم ما مساه التمييز الإيجابي لفائدة المرأة خاصة في تعيينات المعلمين والأساتذة الجدد في بعض المناطق البعيدة التي تتطلب الكثير من المشاق والمعاناة بسبب البعد والظروف غير المساعدة لمزاولة التدريس بالنسبة للنساء خاصة.
وتابع بنكيران بأنه إذا كان هدف الدولة هو الإنصاف يجب أن تتواجد النساء في اماكن تُحفظ يفها كرامتهن بشكل كامل، ومن ذلك تعيين المعلمات والمُدرسات في المناطق الحضرية ومحيطها، مشددا على أنه مستعد لتحمل المسؤولية في هذا الأمر امام المجتمع إذا لم يستطع البرلمان تحمل مسؤولية تطبيق هذا الوضع.
وجدير بالذكر أن أشغال إطار الجلسة الشهرية الخامسة للأسئلة الشفوية المتعلقة تطرقت أساسا إلى محورين رئيسيين هما: "استراتيجية الحكومة لتعزيز حقوق النساء" و "سياسة الحكومة في مجال مناهضة العنف الأسري".

معطلون ينذرون الحكومة باقتحام مقر حزب العدالة والتنمية

اقتحم معطّلون، زوال اليوم، المقر المركزي لحزب العدالة والتنمية الكائن في حيّ الليمون بمدينة الرباط بعدما دخلوا من البوابة الرئيسية للمقر، وصعدوا إلى الشرفة، دون أن يخلف ذلك أي تدخّل أمني.
ودام مكوث المعطلين المنتمين إلى "التنسيقية الموحدة للأطر العليا المعطلة"، والتي تضمّ كلا من تنسيقيات الوحدة، المرابطة، الأولى والتنسيقية الوطنية، خمس دقائق قبل أن يغادروا المقر.. وقال أنور المهدي، مسؤول إعلامي بذات التنسيق، في تصريح لهسبريس، إنّ الهدف من اقتحام مقر حزب العدالة والتنمية، الذي يقود الحكومة، هو توجيه رسالة إنذارية إلى حكومة عبد الإله بنكيران "بسبب سياسة الآذان الصمّاء التي تنهجها في تعاملها مع مطالب الأطر العليا المعطلة".
http://t1.hespress.com/files/pjd1_436511303.jpg
وفي ذات السياق أكّد نفس المتحدث أنّ الاقتحام يأتي أيضا بعد التصريحات الأخيرة التي أدلى بها رئيس الحكومة، أثناء جلسة المساءلة الشهرية في البرلمان، والتي قال فيها إنّ هناك مقترحات حكومية بخصوص تكوين المعطلين، مضيفا أن "كلام رئيس الحكومة لا أساس له من الصحة"، وأنّ "آخر جلسة حوار جمعت بين الطرفين تعود إلى شهر أبريل الماضي، وتمّت في مقر الحكومة بالمشور السعيد، ومنذ ذلك الوقت أغلقت الحكومة باب الحوار".
وأوضح أنور المهدي أنّ هدف رئيس الحكومة من مثل هذه التصرحيات هو "رغبته في امتصاص غضب الشارع، وإنهاء احتجاجات المعطلين، غير أنّ هذه السياسة لا تقبل النجاح"، وزاد أن احتجاجات المعطلين ما فتئت تتزايد، حيث تمّ خلق مجموعات جديدة للأطر المعطلة في الآونة الأخيرة، حسب تعبيره.
وبخصوص الحلول التي تقترحها الأطر العليا المعطلة، قال نفس المتحدث إنّ الحل الوحيد هو "أن تلتزم الدولة بتنفيذ محضر 20 يوليوز 2011، الذي وقعته الحكومة السابقة مع الأطر العليا المعطلة".

الشخصيات الحزبية لعام 2012.. بنكيران حاضر دائما

بعد أيام سنودع العام الجاري، وفي غمرة لحظات التوديع، تنحني الذاكرة تأملا لتسترجع بعضا من فصول السنة التي تنبأ البعض بكونها آخر سنة في عمر البشرية، سنة 2012 بحلوها ومرها، ببكائها وبفرحها، ولكن كذلك بشخصياتها الحزبية القوية التي طبعت الفضاء المغربي واستحوذت على الرأي العام وجعلت اهتمام المغاربة ينصب عليها حتى ولو كان هذا الاهتمام به جزء كبير من التنديد والانتقاد..
هكذا وللسنة الثانية على التوالي، يبقى رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران هو الرجل رقم واحد في احتلال مساحات الاهتمام، شعبوية الزعيم الإسلامي وخرجاته القوية ولغته الصادمة، جعلت منه بطل الصحافة بامتياز، وعملاق اليوتيب المغربي بما أن أي فيديو فيه بنكيران، يشاهده آلاف الناس في دقائق، وبحق، فالرجل أعاد الكثير من الرونق للبرلمان، وجعل من جلساته مناسبة للكثير من الناس قصد التصالح مع التلفاز المغربي، كما أحيا متابعة المغاربة للسياسة حتى ولو كان البعض منهم يرى أن الرجل كثير الكلام قليل الفعل، لأن طريقة كلام بنكيران تجلب إليها الجميع خاصة ما قاله بعبارات "لي فيه الفز كيقفز" و"عفا الله عما سلف" و"فهمتيني ولا لا"..
محمد الوفا، الوزير المراكشي الذي جلب عليه لسانه الكثير من المتاعب، وصاحب المقولة الشهيرة" أنت خاصك غير الراجل" لفتاة في التعليم الابتدائي، يوجد كذلك في لائحة شخصيات السنة، فقراره حرمان أساتذة التعليم العمومي من التدريس في القطاع الخاص جلب عليه الكثير من الانتقادات رغم أن القرار يبقى شجاعا بالنظر إلى الاختلالات التي يشهدها الحقل، زد على ذلك عبارة "المدير وصاحبتو" وغيرها من الجمل التي استفزت المتلقي وجعلت من الوزير الاستقلالي في دائرة المحتلين للإعلام المغربي.
مصطفى الرميد وزير العدل والحريات احتل بدوره جزءا كبيرا من الرأي العام المغربي خاصة وهو يتصارع من نقابة كتاب الضبط ويصر على الاقتطاع من أجور المضربين من وزارة العدل، وكذلك فعل مصطفى الخلفي الذي خلق الجدل بدفاتره وتسبب في أزمة بينه وبين مدراء القطب العمومي ليتدخل الملك شخصيا من أجل رأب الصدع بين الطرفين وتكليف لجنة بمراجعة هذه الدفاتر.
ولا يمكن الحديث عن سنة 2012، دون ذكر حميد شباط، النقابي الذي أطاح بعائلة الفاسي من حزب الاستقلال، والذي قرر منذ زمن بعيد أن يكون من واحدا من المنتقدين الكبار لعبد الإله بنكيران رغم أن حزب الاستقلال يشارك في الحكومة بعدد من الحقائب الوزارية، مما جعل الكثير من المحللين يرون في عمدة مدينة فاس منافسا شرسا لشعبوية بنكيران، خاصة وأن لسان الأول طال الجميع بمن فيهم حركة 20 فبراير وعباس الفاسي ومحمد الوفا وآخرين، كما خلق الحديث بمحاولته استنساخ برج إيفل جديد بالعاصمة العلمية حتى ولو كان برج فرنسي هو آخر ما يفكر فيه أبناء فاس.
أما "حدث" وصول إدريس لشكر إلى منصب الكاتب العام الجديد لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية فلم يكن ليمر مرور الكرام، الرجل الذي يوصف بالضلع، وهو الذي أكمل مثلث الشعبوية بجوار بنكيران وشباط، لم يكن موضع ترحيب تام بالبيت الاشتراكي، واستقالة محمد الحبابي أحد المؤسسين للحزب دليل يظهر أن ما جرى أثناء المؤتمر لم يكن بالشيء العادي خاصة مع استقالة علي بوعبيد قبل بدايته ومقاطعة محمد الأشعري والعربي عجول لأشغاله، فلشكر سياسي مثير للجدل لا بالنسبة لتصريحاته الأخيرة التي دافع فيها عن حزب الأصالة والمعاصرة ووصف فيها حزب العدالة والتنمية بالشعبوي المحافظ، ولا بالنظر إلى طبيعة خوضه للحملات الانتخابية خاصة وهو الذي يتواجد في دائرة سياسية تسمى بدائرة الموت تضم عددا من الزعماء السياسيين الآخرين.
ولن تمر سنة 2012، دون ذكر حكيم بنشماس، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بالغرفة الثانية، الرجل الذي شكل ندا قويا لرئيس الحكومة بمعارضته لمجموعة من سياساته، وكذلك بفضحه لملف مكتب التسويق التصدير، وأيضا بكشفه عن حجم تهريب الأموال بالمغرب، رغم أن الحزب الذي ينتمي إليه لا يحظى بشعبية كبيرة لدى المتتبعين خاصة لما حمل المتظاهرون في الحراك الاجتماعي لافتات "ارحل" في وجه بعض شخصياته البارزة.

هيسبريس

كيف نفهم آيات القتال في عصر الحلول السياسية؟

تحدثت في مقالة سابقة بعنوان المحتوى الموضوعي للقرآن عن ضرورة البحث في الآيات القرآنية عن محتواها الموضوعي الذي يتجاوز خصوص سبب نزولها وظرفيتها الزمانية والمكانية حتى نكتشف ما في القرآن من عمق نفسي واجتماعي وحضاري يؤهله ليكون كتاب هداية مطلقة في كل زمان ومكان..
في هذه المقالة أضرب مثالاً لإبراز المحتوى الموضوعي للقرآن وهو الآيات التي تتحدث أو تأمر بالقتال..
هناك عشرات الآيات في القرآن تتحدث عن القتال أو تأمر به، ولكننا اليوم في عالم ينحسر فيه خيار القوة العسكرية ويحل بديلاً عنها القوة المعرفية والاقتصادية والسياسية حتى أننا نسمع أصواتاً في الدول المتقدمة تطالب بتفكيك جيوشها أو تقليص ميزانياتها لما يسببه بقاؤها من تكاليف اقتصادية باهظة دون فائدة كبيرة، فسويسرا مثلاً قلصت ثلث جيشها، وهناك دعوات للاستغناء عنه بشكل كامل، مما يعني على الأقل أن دور الجيش دور هامشي وأن سويسرا لا تعتمد على القوة العسكرية، ومع ذلك فقد حققت مصارفها شهرةً عالميةً حتى صارت مستقطباً لأموال كل من يرغب في حماية مدخراته ممن يعيشون في بلدان لا تتمتع باستقرار حكومي ولا يملك أماناً مصرفياً.
 مثال آخر من اليابان التي لا تمتلك سوى قوات دفاعية، وقد هزمتها أمريكا هزيمةً عسكريةً نكراء في الحرب العالمية الثانية ومع ذلك تعد إحدى أهم الدول المتقدمة في العالم وتغزو أمريكا ذاتها اقتصادياً.
 في المقابل تنفق دول عربية عشرات المليارات على شراء الأسلحة وتكديسها دون أن تحقق لها هذه الترسانة الضخمة تقدماً أو احتراماً بين العالمين.
وإذا كان التطور البشري وصل إلى درجة ينظر فيها إلى القوة العسكرية بأنها خيار ثانوي، وأن مركز ثقل تقدم الأمم هو في نهضتها الاقتصادية والمعرفية، فربما يتوصل البشر في المستقبل إلى الإلغاء الكلي لخيار الحرب والاعتماد الكامل على وسائل المواجهة السياسية والاقتصادية كما يحدث الآن بين الدول المتقدمة التي استبعدت خيار الحرب في العلاقات بينها، فلم نعد نتخيل أن تنشب حرب بين فرنسا وبريطانيا، أو بين أمريكا واليابان، وإنما منافسة اقتصادية وسياسية ومعرفية..
في واقع ينحسر فيه خيار القوة العسكرية ويتحول إلى دور هامشي يصبح تبني خيار العنف أو الدعوة إلى القتال دعوةً نشازاً معزولةً عن السياق الحضاري..
ما هو الموقع الذي ستظل تحتله آيات القتال في ظل هذا الواقع الجديد؟؟..
هل ستتعطل فاعليتها وتصبح تراثيةً تتناول شأناً تاريخياً منسوخاً، أم أن هذه الآيات ستكبلنا عن اللحاق بركب التقدم البشري فنبادر إلى اختراع معارك عسكرية بأنفسنا حتى لا نعطل آيات القتال وبذلك نظهر أمام البشر بأننا نحن دعاة العنف وأعداء التقدم البشري مسوغين ذلك بما يفرضه علينا قرآننا أي نقدم لهم عذراً أقبح من ذنب فنسيء لقرآننا حين نصوره معادياً للتقدم البشري ومتأخراً عن مسار الحضارة..
هل نبادر مثلاً بتسيير الجيوش لغزو أسبانيا وفرنسا حتى ننشر ديننا، مع أن العالم لم يعد يستوعب هذه الطريقة لنشر الأفكار على خلاف الروح التي كانت سائدةً في زمن البعثة والقرون الأولى؟؟
هنا تأتي أهمية البحث عن المحتوى الموضوعي لآيات القرآن الذي لا يتأثر باختلاف الزمان والمكان والظروف..
لفهم هذا المحتوى الموضوعي لا بد أن نطرح سؤالاً: ما هي العلة التي شرع القتال لأجلها في القرآن.
هل العلة هي أن فيه سفكاً للدماء وقتلاً للآخرين؟؟
لا يمكن أن يكون هذا مقصداً قرآنياً والقرآن ذاته يمتن على المؤمنين بوقف إراقة الدماء سواءً دماءهم أو دماء أعدائهم "وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم"...
إن معنى القتال في القرآن فيما يظهر يتعلق بجانبين: جانب يخص المقاتِل، والجانب الآخر يخص بالمقاتَل.
الجانب المتعلق بالمقاتل –الفاعل- هو أن يتحقق في هذا الفرد أو الجماعة الحالة القصوى من الاستعداد النفسي لبذل الجهد وللمخاطرة في سبيل الله. القتال في معناه العميق هو أن تكون مستعداً للموت في سبيل إحقاق الحق، أما الجانب الذي يتعلق بالمقاتل –المفعول- فهو تحقيق الردع وكسر شوكته..
استحضار هذا المعنى الذي يحققه القتال ضمانة بألا نخلط بين الغاية والوسيلة، فالقتال ليس مقصوداً لأجل القتل وسفك الدماء ومن المحال أن يكون هذا هدفاً شرعياً، إنما شرع القتال من أجل كسر شوكة الظالمين، وأمر المؤمنون به من أجل اختبار صدق إيمانهم وإلى أي مدى هم مستعدون للمخاطرة بحياتهم في سبيل الحق الذي يؤمنون به..
في سورة محمد وهي التي تسمى أيضاً سورة القتال يقول الله تعالى "فإذا أنزلت سورة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت"..
إن ذكر القتال يجلب الرعب للذين في قلوبهم مرض، وهنا يبرز معنى للقتال ومراده فالذي يرعب هؤلاء المنافقين بالتأكيد لن يكون حرصهم على حياة الآخرين، بل إن مصدر رعبهم هو خشيتهم على أنفسهم لأن هذه الآيات تضعهم في اختبار قاس فتفضح كذبهم في ادعاء الإيمان لأنهم يؤثرون السلامة الفردية على التضحية في سبيل الحق..
يبرز معنى القتال والعلة التي شرع لأجلها في آيات أخرى منها قوله تعالى "قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور"..فالقتال يهدف إلى ابتلاء ما في الصدور واختبار الصدق..
إذاً حين يقول لنا القرآن "قاتلوا" فإن هذا الأمر لا يقتضي أن نمسك سيوفنا أو مدافعنا وننطلق للقتال العشوائي دون اعتبار للواقع والمآلات، بل إن المحتوى العميق في هذا الأمر هو أن يتحقق فينا الاستعداد النفسي الكامل للتضحية في سبيل الحق والاشتباك مع أعداء الحق بكل قوة لتحقيق الإثخان فيهم وكسر شوكتهم غير مبالين بالخطر، والحالة النموذجية لهذا الاشتباك تتمثل في المعنى الحرفي للقتال حين تدعو الظروف الاضطرارية لذلك، لكن دون هذه الحالة القصوى درجات قد تتمثل بالمواجهة السياسية والإعلامية والحضارية، وهذه الحالات وإن لم يكن فيها الشكل التقليدي للقتال إلا أن فيها حقيقته ومعناه وعلته، وهو استنتاج ليس متكلفاً فالمعنى اللغوي لكلمة القتال يحتمل صرفها إلى معنى مجازي، فنحن نستعمل في لغتنا تعبير "إنني أقاتل في سبيل ما أؤمن به" دون أن يعني ذلك أن تمسك سلاحاً بالضرورة، بل إن المعنى الذي يفهمه الناس من هذا التعبير هو أنك مستعد للذهاب إلى أبعد مدى في الدفاع عما تؤمن به .
إذاً لا تناقض بين وجود آيات القتال وبين مواكبة التطور البشري، فالأمر بالقتال في القرآن لا يعني إقحامه  في أي زمان ومكان، بل يعني تحقيق غاية نفسية واجتماعية وحضارية، والقتال بمعناه الحرفي لا يكون إلا حين تلجئنا الظروف الاضطرارية إليه ونحن كارهون "كتب عليكم القتال وهو كره لكم".
 أما حين يتواضع البشر في زمان ما على وسائل أخرى أكثر سلميةً لإدارة العلاقات بينهم كما يحدث في زماننا هذا بشكل نسبي فإننا أول المرحبين بهذه الوسائل الجديدة، بل ينبغي أن نكون نحن المبادرين للدعوة إليها متأثرين في ذلك بالروح السلامية التي يبثها القرآن فينا "وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين"، هذه الروح الزاهدة في القتال عبر عنها عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال معبراً عن ضيقه من الاضطرار للفتوحات العسكرية " وددت أن بيننا وبين فارس جبلا من نار ، لا يصلون إلينا منه ، ولا نصل إليهم".
 القبول بصيغ جديدة لإدارة العلاقات البشرية لن تعني تعطيلاً لآيات القتال، فمحتواها الموضوعي يظل قائماًَ متجاوزاً لتبدل الظروف وهو بذل الحالة القصوى من الاستعداد النفسي التي يكون المرء فيها مستعداً للموت في سبيل الحق، أما غاية كسر شوكة الظالمين فيمكن أن تتحقق اليوم بالقوة السياسية والإعلامية والتفوق الاقتصادي، دون الاضطرار إلى خيار لم يعد العالم ينظر إليه نظرة بطولة وإعجاب كما كان الحال في أزمان عابرة، بل صارت الدعوة إليه في هذه الأيام نشازاً..

رسالة ساحرة لفان كوخ تعرض للبيع بنصف مليون يورو

تُعرض للبيع بالمزاد في باريس الشهر المقبل رسالة فريدة من نوعها شارك في كتابتها الرسامان فنسنت فان كوخ وبول غوغان.
وتتحدث الرسالة "الساحرة" التي كتبها الفنانان على ورق رخيص منتزَع من دفتر مدرسي عن الصداقة والأمل. وتشير الرسالة التي كُتبت في مرحلة دقيقة من حياة الرسامين الفنية الى حلمهما ببناء مجتمع طوباوي من الفنانين المتآخين وتحقيق نهضة فنية جديدة وعن لوحات مغمورة اصبحت الآن تحفا فنية تُباع بالملايين.
ولكن حياة الفنانين وقتذاك كانت لا تمت بصلة الى هذه الأحلام والأماني. فبعد فترة قصيرة على كتابة الرسالة اشتبك الرسامان في معركة عنيفة، وفي واقعة تاريخية ذائعة الصيت قطع فان كوخ أذنه اليمنى ايذانا بتردي حالة الرسام الهولندي العقلية الى حد اصابته بالجنون ثم انتحاره.
وظهرت الرسالة التي تقع في اربع صفحات بخط يد كل من فان كوخ وغوغان بعد ان قرر صاحبها الذي يملك مجموعة مقتنيات خاصة، بيعها بالمزاد في باريس الشهر المقبل حيث من المتوقع ان تباع بمبلغ يصل الى 500 الف يورو.
ونقلت صحيفة الغارديان عن توماس فينينغ الخبير في دار كريستي للمزاد ان الرسالة تلقي ضوء على "أشهر علاقة فنية في التاريخ". واضاف فينينغ انه امضى حياته في دراسة الرسائل "وهذه واحدة من اعظم الرسائل التي رأيتها وأكثرها سحرا. فهي تأخذك الى بيتهما، وتفتح لك حياتهما في تلك اللحظة تحديدا".
ويمكن ان يتخيل المرء فان كوخ جالسا يكتب الرسالة على ورق رخيص لأنهما كانا مفلسين ثم يقول لصديقه غوغان "أكملها انت!".
كتب فان كوخ وغوغان الرسالة على ورق مخطط من النوع المستعمَل في الدفاتر المدرسية الفرنسية وبعثا بها الى الفنان الطليعي اميل برنار في تشرين الثاني/نوفمبر 1888 من بروفانس حيث استأجر فان كوخ طابقين من بيت خاص اصبح موضوع لوحته "البيت الأصفر".
وكان غوغان وصل قبل اسبوع على ذلك التاريخ، بعد أشهر من المماطلة والتردد، ليعيش ويرسم مع فان كوخ عاما أو عامين. وكان عالم الفن الفرنسي ينتقل وقتذاك من الانطباعية الى الحداثة والسوريالية ولكن فان كوخ وغوغان لم يكونا حتى ذاك الوقت رسامين معترفا بهما على نطاق واسع في الوسط الفني.
وفرح فان كوخ كالطفل بمجيء غوغان رغم تقلب أمزجته وضعف قواه العقلية. وكتب انطباعاته الأولى عن الرسام الفرنسي في الرسالة المشتركة قائلا "ان غوغان يثير اهتمامي كرجل. فأنا منذ زمن طويل ارى أننا في مهنتنا القذرة كرسامين بأمسّ الحاجة الى اشخاص لديهم يد الكادح ومعدته، لديهم أذواق طبيعية، وطباع مجبولة على الحب والخير، اكثر من أثرياء باريس المنحطين والمستَهكلين. وها نحن الآن، بلا أدنى شك، في حضرة مخلوق بكر له غرائز حيوان بري. ففي غوغان يطغي الدم والجنس على الطموح".  
ويضيف فان كوخ "قمنا بعدة زيارات الى المواخير ومن المرجح ان ينتهي بنا المآل مشتغلين هناك في احيان كثيرة. فان لدى غوغان في الوقت الحاضر لوحة قيد الانجاز لذات المقهى الذي رسمته أنا ايضا ولكن بشخوص شوهدت في المواخير. وهي تعد بأن تصبح عملا جميلا".
ويتابع "أجريتُ دراستين لأوراق ساقطة في جادة تحفها اشجار الحور ودراسة ثالثة للجادة كلها، باللون الأصفر فقط".
ويكتب فان كوخ في الرسالة انه يناقش مع غوغان "الموضوع الرائع لرابطة تضم فنانين معينين" وتوقعات غوغان بشأن بناء "عالم جديد.... ونهضة فنية عظيمة" تجد موطنها في المناطق المدارية.
ويضيف غوغان في الصفحة الأخيرة من الرسالة "لا تستمع الى فنسنت، فهو كما  تعرف ميال للتعبير عن الاعجاب والمغالاة فيه ايضا. وان فكرته عن مستقبل جيل جديد في المناطق المدارية تبدو صائبة تماما بنظري كرسام، وأنا ما زالت اعتزم العودة الى هناك عندما تتوفر لي وسائل العودة. من يدري، بقليل من الحظ....؟"
وبعد ثمانية اسابيع، في 23 كانون الأول/ديسمبر، وصلت الصداقة الى نهاية دموية عندما اشتبك الرسامان في معركة عنيفة سببها، على ما يُعتقد، انفاق فان كوخ القليل مما لديهما من مال على العاهرات ورفضه التوقف عن تعاطي الخمرة.
وهدد فان كوخ "صديقه" بشفرة قبل ان يقطع بها أذنه هو. وبعد فترة وجيزة على هذه الواقعة دخل فان كوخ أول مصح في سلسلة من المصحات العقلية التي تنقل بينها. وتوفي في عام 1890 عن 37 عاما بعد ان اطلق النار على نفسه.
غوغان عاد الى باريس وفتح فيما بعد مشغلا في بولينيزيا الفرنسية حيث توفي في عام 1903 عن 54 عاما. ولم يلتق الاثنان قط بعد المشاجرة رغم تواصلهما بالرسائل.
وقال الخبير فينينغ من دار كريستي ان الرسالة المشتركة تكشف عن اختلاف شخصيتي الفنانين والهدوء الذي سبق العاصفة في صداقتهما. واعتبر "انها لحظة صداقة وتفاؤل وعمل مشترك. إذ يبدو ان كل شيء سيكون على مايرام وانهما انجزا الكثير من العمل في فترة قصيرة". واضاف خبير الرسائل في دار كريستي "ان الأحداث الدراماتيكية التي اعقبت كتابة هذه الرسالة تضفي عليها مسحة من الحزن. انها وثيقة تسلب الألباب".
ستعرض الوثيقة للبيع في المزاد الذي تقيمه دار كريستي في باريس يومي 12 و13 كانون الأول/ديسمبر ضمن مجموعة من مقتنيات بيير بيريس.

صانع التوابيت وقرية الدُّمى

ورث صانع التوابيت دكان أبيه وهو في السادسة عشر من عمره، ولم يجد من ينافسه على أشجار الغابة القريبة ليصنع منها توابيت، لكنّ الملل بدأ يتسلل إليه بعد شهور من الفراغ وأحلام اليقظة، حتى إنه بات يعتلي سطح دكانه كل يوم علّه يسمع نداء المؤذن:
  "سبحان الحي الذي لايموت. له الملك. وله الحمد. يحيي ويميت. وهو على كل شيء قدير..."
ترى هل اهترأت حنجرة المؤذن؟ أم بليَتْ أطرافه فصار عاجزاً عن الصعود إلى المئذنة؟
غدت أيام صانع التوابيت متشابهة. يُخرج مافي الخزانة من ألواحٍ محفوظة. يضعها فوق تابوت أمام دكانه المشرف على سفوح الجبال والغابات والبحر والأنهار، ويجلس على كرسيّه الضخم ذي الذراعين يصغي إلى نارجيلة المرحوم تبقبق عن الأيام الخوالي، ويتأمّل ماصُوّر على الألواح من شخوص قرية الدمى، مبتسماً لمرأى بطونها المطاطية وأطرافها الخشبية ومفاصلها المعدنية. كانت الوجوه الممصوصة أو المنتفخة المنمشة أو محمرة الأنوف تثير شهيته للضحك والدهشة، يتأملها دونما كلل أو ملل، أما عيونها ذات البريق فكانت ترعبه ولا يستطيع التحديق فيها كثيرا.
 وجد مرة في درج سرّي ألواحاً طينية داكنة تصوّر أحلام الدمى، ورأى فيها خطوطاً مضطربة يغشّيها الضباب. نظر إليها كمن يبحث عن أشياء غرقت في لجة الماء العميق. لاح له فتات غيم يقترب ويفترق. يتماسك ويتباعد.  يلتئم شمله فتظهر صالات أفراح.  ينفصل فتتبدّد الصورة، ويعاود الاتصال فتظهر حاضنات ولادة... مأوى عجزة... مكتبات مجهزة بشبكات واسعة... دور للمسرح والسينما والأوبرا... وحاويات قمامة زاهية الألوان!
وسوست له النارجيلة:  إذا ظلّوا يتكاثرون كالذباب ولايموتون، ستشحّ القرية عاجلاً، ويكثر حولنا المتسوّلون والطمّاعون.  لعلّ نشوب حريق في الغابة سيهلِك المعمرين والمصابين بالربو وعلل القلب.
في اليوم التالي كان هسيس النار يطقطق بين أوراق الشجر الجافة. لم يسأل أحدٌ عمن ألقى الجمرات الخبيثة بين أفئدة الأشجار الباسقة، فاستلّ منها روحها.
ذهب صانع التوابيت إلى الغابة متقصياً سرّ الدخان. وماإن أشرف على مشهد النار المندلعة في العشب والملتفة حول الجذوع كوشاحٍ ذهبي حتى سرق الضوءُ عينيه، وتركه مفتوناً مبهور الأنفاس. كانت الأغصان الثخينة تتقد، وتهطل فروعها كثريات الذهب والكريستال. وعصير ثمارها ينبثق. يتفجر كالنوافير المضاءة وينسكب نحاساً مذوّباً فوق الأرض المسحورة. رقصت غجريات النار حتى امتداد الأفق. زغردت، ودقّت بخلاخيلها جسدَ الأرض التوّاق، فإذا بألاف الدنانير تندفق. تلمع على شفاهها. تتكوّر. تتدحرج. وتغطي أردان العشب المسجّى. نادته إحدى العاشقات المحمومات، فما غادره الذهول. مدّت ذراعها إلى أخمص قدميه ورفعتهما برفق مدغدغ. مسّتهما بشفاهها الدافئة. قبضت على روحه الهائمة بين شتات أصابعه العشر. احتوته، وجرّته إلى دنيا الوهج. سرَت حمأتها في حواسه المخدرة كمسّ كهربائي. ارتعد صاحياً وبالكاد هرب ونجا.
ظل أياماً خائفاً أن يعود إلى الغابة ليقطع شجراً ويصنع تابوتا، وقلقه يتزايد من أن تقلع الدمى نهائياً عن الموت.  بربرت النارجيلة: "يشيعُ بينهم أنّ المرحوم تقدّس سرّه سَها، فأغلق باب المقبرة وراءه ". نظر صانع التوابيت الابن إلى نفاثة العقد بحنق، فتمتمت مرتبكة: "أقصد وهو ينفذ إلى عالم الخلود". حملها يريد تلقينها درساً في الآداب، فإذا بها تمسك بأصابعه. تنغل في عروقه. في أعصابه. في عظامه وعضلاته وكل أنسجته.  تتعارك مع رغباته وشهواته وخوفه ورعبه. تتحد به، ثمّ تلفظه، فيرتدّ إلى مجلسه وقد أنهكه الصراع، وترتد هي إلى موقعها مبتسمة، وتبدأ بنفث أنفاسها الحارة الرطبة في أذنيه: "لاتخيفنّك الحرائق. سيأتي المطر يوماً ويطفئ لظاها، وإلى ذاك الحين ستكون تصميمات جديدة للتوابيت قد أعِدّت، إذ لايليق بالموتى العنيدين أن يرحلوا في صناديق خشب بائسة".
في الأيام التالية كان صانع التوابيت يصحو فيجد صور توابيت جديدة تغطي جدران دكانه. تابوت أحمر بلون الدم لراقصة الحانة. تلك الدمية التي تملّصت من بين ذراعيه ذات حلم، وارتمت في أحضان دمى ذكورية رعناء. تابوت أخضر لمؤذن الجامع. ماأحيلاها دمية. يدير مفتاحها فتغرّد:
"سبحان من بيده ملكوت كل شيء، وإليه ترجعون...".
توابيت صفراء صغيرة بحجم تلاميذ المدرسة. كل التلاميذ الذين عرفهم كانوا مجعدي الأنوف. لقد غسلت أمه ثيابه بأشد أنواع المعقمات، ومازالت رائحة وحش مفترس عالقة بها! قالت له: "لارائحة لثيابك غير رائحة المواد القلوية المطهرة. تلك الدمى لاتشمّ أصلا، إنما الوهم موجود في عقلك الساذج".  كم تمنى موتهم جميعاً علّ رائحة الموت تفوح من جثامينهم!
فتح عينيه مرة فرأى توابيت سوداء مرتسمة على السقف تزينها سنابل قمح ممتلئة بحبات سمينة شقراء. وكانت بعض الألواح المحفوظة مبعثرة على الأرض. هاهنا دميتان من ريش الطيور وقصب السكر تمثّلان الشاعرَ وعازف القرية. جانبهما دمية من شمع النحل تصوّر صانع التيجان، وأخرى من القشّ لصانع السيوف والخناجر.
توالت شهور الصيف والخريف، وصور التوابيت المهيبة تغطي جدران دكانه من الداخل والخارج والسقف والأرضية.  بقبقت النارجيلة فجاءة: "لم يحظَ العامة والفقراء بتابوت واحد. ماذا لو مات كل أولئك الحكماء والوقورين والشجعان وظلت العامة تملأ البيوت والطرقات ككلاب داشرة؟!"
مضى يقطع الأشجار التي عافتها النيران. داهمه المطر بعد أول ضربة فأس، وكأنما أصاب وريداً يصل الأرض بالسماء إذ انبثقت الدماء من عيونها مدرارة. كان هطلاً موجعاً. محمّلاً بحبات بَرَد حادة كالزجاج راحت تصفع وجهه وكفيه الناعمين. أضاع دربَ عودته في الضباب اللاهث، فاختبأ في جلود الأفاعي المنزوعة، وتنقل بين جحورها إلى أن نسيه الكون. نام صانع التوابيت في أحضان خيالاته دهراً، فرأى مملكة الموت تزدهر، والدمى تتوافد عليه. تتمدّد في توابيت جميلة وتمضي خلف الكواليس.
هبّت رياح شديدة، فأيقظته من سباته. زفرَت أعماقه الصقيعَ، فخرج الهواء ملوّثا بدخان كوابيسه. كانت النيران قد اختبأت في الجمر طوال الشتاء. جذبتها رائحة الشجر اليانع الفتيّ، فمدّت عنقها لتزخر بشذاها المسكر. في الجو شيء خانق. تبلّغت بجرعات من ماء السماء. لم تمهلها الكوابيس السوداء، إذ استلّت سيوفاً وخناجرَ تقطع وتمزّق. نبضت عروق النار متألمة. أفرغت دماءها دفعة واحدة، وانطوت لتموت في هدوء، ساحبة ذيل دخانها الطويل. راح صانع التوابيت يسعل ويسعل حتى ضاقت أنفاسه، وأخذت تتقاذفه سحب الدخان وموجات الروائح العطرية الواخزة. ويح النارجيلة المخادعة المضللة! ليس في النيران حياة أو خلود!  بل هي أوهن من الأوثان وأرباب إبراهيم الغاربة! ارتدّ إلى وحدانيته ينشد سلاماً وطمأنينة، لكنّ برودة قارسة سرت في أطرافه ألجأته إلى الجمرة الأخيرة... الملتصقة برأس النارجيلة.
حين عاد إلى دكانه كان مطر ربيعيٌّ يغسل أحلامه عن الجدران، وينقر السطح برتوب ثقيل حتى شقّ أخدوداً يدلف منه إلى الداخل.  يالبؤس الجدران حين تفقد ملامحها وتختلط بوجوه الآخرين الكاحتة! لقد راقب الماء ساعاتٍ كيف ينقع الألواح المحفوظة فتذوب ملامح الدمى وتفاصيلها. خمدت جمرة النارجيلة، واستطاع الآخر أن يغادر دكانه منفلتاً من سطوتها.
 دخل قرية الدمى أول مرة في حياته. تسكّع نهارات وليال في شوارعها. وجدها خالية مقفرة إلا من جثث منتفخة تعوم في المياه. مياه سوداء وحمراء وصفراء تنبع من الأرض والجثث والسماء. ومئات الأزهار تسبح في عناء. بعضها مضموم في باقات، وأخرى شحبت فرادى. وغبار الطلع الأصفر استكان في ظلال الأرصفة الواطئة قبل أن يسحبه تيار الماء الثقيل دثاراً فوق تفاصيل المكان.
تذكّر صانع التوابيت  حساسيته للزهور الربيعية. بحثت يده في جيبه عن مناديله وكماماته المعقمة. أراد أن يعود أدراجه، فغاص في المستنقع اللزج إلى ركبتيه. لجأ إلى البيوت. رآها بركاً مقسّمة تعوم بمخلفات كارثية. آلاف البراغي والمفاصل تتصادم وتئز. جرفتها دوّامات صغيرة إلى شوارع تلتف حول المستنقعات لتهرب منها بعيدا. فجأة لم يعد يرى غير دوّامات تتسع وتتسارع وتسوق في حركتها اللولبية أطراف الدمى وعيونها المقلوعة وأشلاءها الممزقة وتسحبها إلى أعماقها. غارت تلك الأشياء المفككة بعيداً. غابت لحظة. دهراً. عصراً. مرحلة تكفي لإعادة الخلق والتكوين.  ثم رأى ذراعين تطويان جناح الماء وتطلان عليه،  ولم يتأخر حتى ظهر رأس مهيب فوقهما، ارتفع وسما عالياً فبان الساقان مشدودين لامعين.
 لم يدرِ صانع التوابيت كيف فرّ من المارد العملاق الذي راح يجرف السخام خارج القرية. . حين وصل دكانه لاحظ أنّ يده كانت تقبض على نسيج رخو. فتحها ليجد بضعة دمىَ حيّة. أصابعه الهلع لمّا اكتشف حرارة ملمسها. احتار كيف يعامل هذه المخلوقات العجائبية. ألقاها على الأرض، فتلوّت، وبدأت تثب فوق ساحة معاركه. تتقافز ككائنات غير واضحة المعالم. التقط واحدة ودقّها بمسمار إلى صورة تابوت ترشح ماء. انبجس الدم من الدمية. فار من عيونها وفمها. تدفق على يديه. تركها مرعوباً، والتقط الثانية. كان جلدها غضاً طرياً. أمسكها بيد راجفة خائفة، فاعتصرت كإسفنجة وسال الدم من مساماتها المفتوحة.
الجدران الممتلئة بالأجساد الرخوة هطلت دماً، ولم يعرف صانع التوابيت أين يهرب. جذب خرطوم النارجيلة وجلدَ به الدمى الطرية النازفة. أفرغت مابداخلها من دماء وخرّت صريعة على قدميه. فوق كتفيه. وبعضها التصق به كعلقات شرهة.  بدأ بدنه ينغل دوداً ودماً وقيحا. وصار كل ماينبثق عنه يلتهمه. كوابيسه تلتهم أحلامه. جنونه يلتهم رغباته. وأقبلت من السماء الواطئة آلاف الوطاويط. جذبتها رائحة الدم. وحين هبطت فوقه كان جسمه قد بدأ بالتفكك. تساقطت البراغي الصدئة. ماعت المفاصل الزئبقية واختفت في الوحل اللزج وسخام دكانه العتيق.

المثقفون العراقيون يريدون.. مجلس اعلى للثقافة، والسياسيون لايريدون!

عبد الجبار العتابي من بغداد: يسعى المثقفون العراقيون الى تأسيس (مجلس اعلى للثقافة والفنون)، من اجل تنظيم حياتهم اللثقافية والابداعية بشكل افضل  يتناسب مع الحرية الممنوحة لديهم والطاقات الابداعية التي في البلد، ولكن هذا السعي يصطدم بعقبات عديدة من اهمها ان احدا من القائمين على الدولة لم يسمعهم ولم يلتفت الى هذا المطلب الذي يرى المثقفون انه مهم جدا لادارة الحياة الثقافية في العراق وتنظيمها بالشكل الذي يجعل من بغداد مركزا ثقافيا مهما، فضلا عن اهتمامه ورعايته للادباء والمثقفين الذين يعانون من العوز والمرض كما يستذكر الراحلين منهم، خاصة ان العديد من الادباء في الوقت الحالي غير قادرين على على توفير مبالغ علاج لانفسهم في المستشفيات والكثيرون منهم رحلوا لعدم وجود رعاية لهم، ويرى هؤلاء المثقفون ان تأسيس هذا المجلس لا يتقاطع ابدا مع وزارة الثقافة، فهو سيكون مثل اللجنة الاولمبية ازاء وزارة الشباب والرياضة، ومثل مجلس القضاء الاعلى ازاء وزارة العدل، فيما يرى اخرون ان المجلس قد يخضع لمنطق (المحاصصة السياسية او الطائفية) وبالتالي سوف لن يؤدي دوره المطلوب منه، مشيرين الى ان من الضروري قبل تأسيس المجلس هذا الى اصلاح المؤسسات الثقافية العراقية والا فأن المجلس سيكون حاله مثل حالها.
والمجلس الاعبى للثقافة والفنون في فكرته الاساسية انه يهتم  بجميع الشؤون الخاصة بالثقافة في العراق، وتكون من ابرز  أنشطته  تنظيم عدة مؤتمرات وندوات محلية وإقليمية ودولية، لمناقشة قضايا الفكر والثقافة والفن والأدب، وكذلك التواصل الفكرى بين المبدعين والمفكرين العراقيين والعرب والأجانب، كما يحتفي المجلس أيضا في احتفاليات كبيرة برموز الأدب والابداع والفكر الذين رحلوا او الذين ما زالوا على قيد الحياة، كما تقع على عاتقه تقديم جوائز مالية سنوية للمبدعين عبر مسابقات مثل جوائز الدولة الابداعية وغيرها، كما ينظم عدة دورات تدريبية في مجالات الفن والفلسفة والأدب.
ويؤكد المثقفون العراقيون ان العراق الان احوج ما يكون الى هذا المجلس لان الملف الثقافي العراقي الان في أيدي مسؤولين اداريين رسميين لا علاقة لهم بالهم والامل والواقع الثقافي العراقي، مشيرين الى ان التعثر الذي يحدث في تنظيم العديد من المهرجانات والمؤتمرات سببه هذا، وفي محاولة منا لايصال صوت المثقف العراقي الى من يهمهم الامر والتعريف بضرورة تأسيس هذا المجلس استطلعنا آراء عدد من المثقفين.
يقول الشاعر الدكتور محمد حسين آل ياسين: حاجة ماسة وطالبنا بمثل هذا المجلس منذ سنين وذهبت مطالباتنا ادراج الرياح، وكأننا نصيح في واد مهجور لانه لو كان هذا المجلس قد قام وتولى مهام الثقافة العراقية لما حدثت اشياء كثيرة هي من مسببات الاشكالات والخلافات والاخفاقات ليس آخرها الغاء مشروع النجف عاصمة الثقافة الاسلامية وما نقبل عليه الا من تعثر مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية في حين لو ان هذا المجلس قائم وبالفكرة التي نريد وبالطريقة التي نطمح اليها لاستدرك اشياء من هذا القبيل وغير هذا، ولا ادري ما السبب وراءه، تلكؤ الحكومة او الجهات الرسمية في اقرار المشروع واقامة المجلس، حقيقة لا اعلم على الرغم من ان المطالبات مستمرة في كل مناسبة من هذا القبيل وحتى المناسبات الكبيرة، نرجو ان يكون المانع خيرا.
 واضاف: هذا المجلس اذا تم تأتسيسه من النخبة الواعية القادرة على الاتصال بالاخرين، وحيث لا علاقة له بالمحاصصة ولا بالاحزاب والمناطق، انما المهم ان تخدم الثقافة العراقية التي كانت هي رائدة الثقافات العربية منذ اقدم العصور الى الان، والتي اخذت بالتراجع بسبب هذا التلكؤ الرسمي في دعم الثقافة والمثقفين في العراق، فهذا المجلس ربما يحفظ التوازن ويعيد للثقافة وجهها المشرق بالانفتاح على العرب والاتصال بالجهات العالمية الثقافية باقامة ما يجب ان نقيمه من المهرجانات والمؤتمرات التي تلتقي فيها العقول والاقلام العربية ونحرك الساكن الذي ران عليه الخمول منذ عشر سنوات.
وتابع: نعم.. لدينا وزارة ثقافة ولكن اي فعلها على الارض؟ ألم تكن وزارة الثقافة هي المسؤولة عن النجف عاصمة الثقافة الاسلامية، والان هي المسؤولة عن بغداد عاصمة الثقافة العربية، اين هي هذه العواصم ؟انا ارى ان مجلس الثقافة اكبر بكثير من وزارة الثقافة، فهو المجلس الاعلى للثقافة والفنون والابداع اكبر من وزارة الثقافة واكثر حرية في التحرك لانه غير مشمول بالمعنى الرسمي الحكومي، ويجب ان تقبل الحكومة والاحزاب والكتل به لاننا في عراق جديد وزالت تلك الهيمنة الاحادية على الفكر والثقافة واصبحنا الان قادرين على ان نتصل وان نباشر وان نسافر وان نقول وان نبحث وان نختلف بمحبة، فهذا المجلس هو الخيمة هو الراعي ونحن بانتظاره على اشد من جمر الغضا.
اما الشاعر ابراهيم الخياط، الناطق الاعلامي بأسم اتحاد الادباء، فقال: نحن في العراق احوج من البلدان التي فيها مجلس اعلى للثقافة كمصر وقطر والكويت، واقول اننا بمسيس الحاجة لان لدينا تاريخ حضاري وثقافي ولدينا امتداد لهاذا التاريخ والان لدينا الكثير من الابداع البارز والفوز الكثيف للادباء العراقيين والمثقفين والفنانين في المسابقات العربية، وهذا يزيد من الحاجة الى المجلي الاعلى للثقافة، وهذا المجلس لا يتناقض مع عمل وزارة الثقافة، كما لدينا الان مجلس القضاء الاعلى ولدينا وزارة العدل، ولدينا اللجنة الاولمبية ولدينا وزارة الشباب والرياضة، اللجنة الاولمبية هي من مجموع الرياضيين، المسابقات الدولية والداخلية والدوري ولكن الدعم اللوجستي والمادي والمعنوي يأتي من وزارة الرياضة، الحال يمكن ان يقارن بهذه الوزارة.
 واضاف: نحن بحاجة الى مجلس اعلى للثقافة اولا لان الملف الثقافي العراقي الان في أيدي مسؤولين اداريين رسميين لا علاقة لهم بالهم والامل والواقع الثقافي العراقي، وثانيا: كي ينتقل الملف الثقافي الى ايدي المثقفين نحن نحتاج الى المجلس، كما اننا نحتاج المجلس لان لدينا التاريخ الثقافي العريق والتواصل الثقافي المبدع والمشرق، وثالثا: لدينا الفوز.. الذي يجب ان تكون له لجان لتشكيل جوائز تقديرية وتشجيعية، وهذا ما لا تستطيع وزارة الثقافة ولا الحكومة ولا اية جهة، الا المجلس الاعلى ان يقوم بهذا الامر، لان هذا الجانب حساس جدا ولا يمكن تقديره الا من المثقفين ومن مثقفين مرموقين وهؤلاء لايمكن ان يضمهم سوى المجلس الاعلى للثقافة الذي نحتاج اليه لان هناك هجمة من قبل، لا استطيع ان اسميهم السياسيين، لانهم تجار السياسة، فحين يقول احد اعيان احدى القوائم (لو لم تكن وزارة الثقافة تافهة لما منحت الينا)، وهذا يستدعي ان نؤسس مجلس اعلى للثقافة عابرا للقوميات وللطوائف والقبليات كي يكون الانحياز للثقافة وللهم الثقافي، ثم نحن في العراق لدينا اهمال حكومي شديد، لا نستطيع ضمن المؤسسة الحكومية ان نرعى الحالات المرضية للمبدعين لاسيما ونحن لدينا كم كبير، وهذا الكم هو نوع في الوقت نفسه، فالاسماء البارزة هي ليست بارزة  ضمن الثقافة المحلية فقط وانما لها مديات عربية بامتياز، يعانون من حالات تقف امامها المعرقلات الكثيرة، لذلك كي نبتعد عن المنة والتوسلات ومن الطلب من الحكومة لمعاينة هذا الاديب او ذاك المثقف او هذا الفنان، فيكون المجلس الاعلى للثقافة هو مكان رعاية المثقفين ايضا.
  فيما قال القاص حنون مجيد: حتما.. نحن بحاجة الى مجلس اعلى للثقافة لان المجلس ينظم العلاقة بين المثقف والمثقف الاخر، بين المثقف والمؤسسات السياسية، على الرغم من اننا نتمنى ان يكون مستقلا تماما عن اي قرار سياسي ولكن هذا لا يمنع الاستشارة والتعاون مع القرار السياسي ومع السياسي المنفتح على الثقافة العراقية، فالثقافة العراقية بحاجة الى مثل هذه المؤسسات لانها ثقافة واعدة وهي ثقافة ذات خلفية كبيرة وعظيمة وواسعة، وأعتقد ان تأسيس مثل هذه المؤسسات الثقافية يطلق الثقافة العراقية من اسارها الذي يقيدها الان ويمنعها من ان تتحول الى ثقافة جماهيرية، مخلصة، تتبنى الواقع الثقافي العراقي وتدافع عنه وتكافح من اجله، لاسيما اذا علمنا ان المفهوم هو ان الثقافة العراقية ذات جذر ثقافي كبير يمدها بكثير من المسوغات التي تحييها والتي تنميها والتي تجعل منها ثقافة مميزة ازاء الثقافات الاخرى لاسيما الثقافات العربية المجاورة، انا اتمنى ان يصار الى مثل هذا المشروع وان يتحقق وان تنتخب له انتخابا موضوعيا العناصر الكفوءة بإمعان وتمحيص ودراسة لكي يصبح مشروعا قويما وأمينا على الثقافة العراقية بدون اي تحيزات او اية محاصصات او خلفيات عشائرية طائفية عرقية على الاطلاق، انما الثقافة والمثقف هو الفيصل في هذا المجال.

اما الكاتب والروائي حميد الربيعي فقال: نحن في دولة المؤسسات، بمعنى دولة ديمقراطية حديثة في تجربتها، في حاجة فعلا الى ان تميز مؤسساتها، وواحد من المواضيع الرئيسية والاساسية في الحراك الاجتماعي والثقافي والسياسي هو حراك المثقفين والادباء، فعلى هذا الاساس لابد من وجود مجلس اعلى للثقافة ليرعى شؤون الثقافة خاصة ان الثقافة لا نقصد بها الكتاب الابداعي فقط، انما نقصد الثقافة الى حد التعليم الى حد ارخنة الجهاز الاداري، ضمن هذا الاطار لا بد ان يكون هذا المجلس ذا سلطة فعلية وحقيقية كي نستطيع ان نقول ساعتها لدينا جهة للانتخابات وجهة للثقافة واخرى للتشريع وبرلمان ومؤسسات دولة، وضمن هذا الاطار نستطيع ان نحافظ على بناء دولة حديثة، دولة متقدمة بدل ان نظل خاضعين للانقلابات السياسية او العسكرية والنتيجة النهائية اننا من عام 1920 والى حد الان لم نستطع ان نؤسس دولة حقيقية.
 واضاف: المطالبة بالمجلس الاعلى للثقافة والفنون ضرورة ملحة لرعاية تطور المجتمع وعاية الاخذ باستراتيجية حقيقية لبناء دولة حديثة.
وقال الشاعر الدكتور حسن عبد راضي: اعتقد.. قد تكون هناك حاجة، وربما حاجة شكلية لمثل هذا المجلس، ولكن في حقيقة الامر نحن نحتاج الى اصلاح مؤسساتنا في الاصل، لدينا وزارة ثقافة موجودة وقائمة وتبذل جهودا على قدر المستطاع، ولكنها الى الان لم تحقق شيئا، لانها ما تزال تتحرك بوصفها دائرة رسمية وليست مؤسسة راعية للثقافة، وكذلك اتحاد الادباء ما زال يعمل قدر مستطاعه ولكنه ما يزال بعيدا عن ان يحقق ما يصبو اليه المثقف العراقي، نحن نحتاج الى اصلاح هذه المؤسسات في البدء لكي ننطلق الى تأسيس، نحن مثل الذي لديه بيوت مهدمة وتحتاج الى اصلاح فيتركها ويذهب لبناء بيت اخر، علينا اولا ان نصلح ما لدينا ونعمره ومن ثم ننطلق منه الى بناء منابر ومؤسسات اخرى  لاسيما ان تداخلا قد يحصل، فماذا نريد نحن من مجلس الثقافة ؟ فلنحدد بالضبط ما نريده، هل لانه موجود فقط في مصر والكويت والمغرب، ام ان هناك حاجة فعلية له ؟ اذا كانت هناك حاجة فعلية..فأين ؟ لندرس.. ولماذا لا تلبي هذه الحاجة وزارة الثقافة واتحاد الادباء ونقابة الصحفيين ونقابة الفنانين والاتحادات الموجودة، ان كانت هذه قادرة على تلبية الحاجة فما بنا حاجة الى تأسيس المجلس، وان لم تكن قادرة فيجب ان نعمل على اصلاحها لتكون قادرة على الانتاج، او نقول انها فاشلة ونعلن افلاسها، وهذا مؤسف ولا اتمنى ان يحصل، ثم نؤسس شيئا اخر لعله ينجح.

واضاف: حسن.. قد نؤسس هذا ولكن ما الضمانات لنجاحه اذا كانت المؤسسات التي لدينا لم تشتغل، ومن اشتغلوا عليها ناسنا ومثقفونا، فلماذا لم ينجحوا فيها، وما يدريك ان المجلس الاعلى للثقافة لم يخضع لمنطق المحاصصة ؟، وهذا ايضا امر يجب ان نضعه في حسباننا، قد يخضع هذا المجلس لمنطق المحاصصة وبالتالي نعود الى نفس القصة، نفشل ومن ثم تنفض الدولة يدها، وهي تقول: خلاص.. اردتم مجلسا اعلى، واعطيناكم اياه ولكنكم فشلتم.
 وختم حديثه بالقول: نحن المثقفين علينا مسؤولية اكبر ان ننجح بمؤسساتنا ومن ثم نطالب الدولة بمؤسسات اكثر وبدعم اكبر للمؤسسات القائمة.

الموريسكيون ينبعثون من جديد بعد أربعة قرون على تهجيرهم

الفسح اعتراف الدستور المغربي الجديد بالرافد الاندلسي، المجال أمام كثير من المؤرخين والنشطاء الجمعاويين للغوض في الذاكرة الموريسكية وردّ الاعتبار لهذه الاقلية التي تعرضت في اسبانيا الى الاضطهاد والتهجير قبل 4 قرون.
الرباط: على غير العادة، بدأ الاهتمام في المغرب مؤخرا بالذاكرة الموريسكية، أو محنة الموريسكسسن، تزامنا مع مرور أربعة قرون على الاضطهاد والتهجير القسري الذي تعرض له المسيحيون الذي اعتنقوا الإسلام من شبه الجزيرة الأيبيرية إثر سقوط غرناطة، وبعد أن اعترف الدستور المغربي الجديد في ديباجته بالرافد الأندلسي ضمن معالم الهوية المغربية المنصهرة والموحدة بتنوعها الثقافي والإثني دعما للتعايش.
يعتبر باحثون في الحضارة الأندلسية ومهتمون بالقضية الموريسكية ونشطاء في الجمعيات، أن الاهتمام الحالي بالذاكرة الموريسكية/الأندلسية يدخل ضمن رد الاعتبار لهذه الفئة التي تعرضت للقهر والاضطهاد من قبل محاكم التفتيتش المسيحية، وتقديم رسالة إلى العالم وعلى الخصوص إلى المغرب وإسبانيا عبر إعطاء قيمة مضافة، بعيدا عما اختزلته الدراسات والمؤلفات المتجاوزة حول الموريسكيين في الموقعين الجغرافي الزماني والتي حكمتها رؤى استعمارية وإقصائي ومتطرفة عنصرية.
 
جرم في حق المسلمين وإسبانيا والعالم
يعتقد الدكتور مصطفى الزباخ أن الرؤية للمسألة الموريسكية الآن هي محاولة تقديم قيمة مضافة للوعي بالتراث الموريسكي تتجلى في الإيمان بقانون الاعتبار عبر أخذ العبرة من الماضي بالهزائم والمآسي التي تمنى بها المجتمعات.
وأضاف الزباخ لـ"إيلاف": "القيمة الثانية وهي قيمة الجوار، فنحن محكومون مع إسبانيا بالأصول المشتركة في هذه الحضارة، نحن محكومون بالجوار بالجغرافيا وبالتاريخ."
دعا المهتم بالتراث الموريسكي إلى إعادة الوعي بهذا التراث وقيمته الإنسانية وتجلياته وبقيمه الحضارية ليكون محطة للبناء والتعايش المشترك بالاحترام المتبادل بين المغرب وإسبانيا، لا أن يكون محطة للبكاء على الماضي.
وحمل الباحث الجهات الأكاديمية والسياسية الإسبانية المعنية وجمعيات المجتمع المدني على الإقرار بأن "ما لحق بمئات الآلاف من المسلمين الإسبانيين في فترة عصيبة من تاريخ إشبيلية بعد سقوط مملكة غرناطة كان جرما ليس في حق المسلمين فقط، بل في حق إسبانيا كلها وفي حق الحضارة الإنسانية".
 
غرناطة ومحاكم التفتيش
غرناطة، آخر قلاع المسلمين تسقط في العام 1492، وبداية مأساة المسلمين التي اعتبرت من أفظع مآسي التاريخ الإنساني، حيث شهدت المرحلة أعمالا بربرية قامت بها محاكم التفتيش التي أقامتها الكنيسة بمعية ملك إسبانيا لأجل تطهير إسبانيا من كل أثر للإسلام والمسلمين واجتثاث كل أثر إسلامي ازدهر زهاء ثمانية قرون، كما تمت مطاردة واضطهاد وتعذيب العديد من المسلمين وقتلهم.
 
دفاع عن قضية الموريسكيين
من جهته، يرى محمد نجيب لبريس رئيس جمعية ذاكرة الأندلسيين، وهي الجمعية التي أنشأت مؤخرا للبحث في الذاكرة المشتركة المغربية الإسبانية وذاكرة الموريسكيين، أن لكل شئ وقته، معتبرا أن إنشاء الجمعية استمد مبرراته انطلاقا مما جاء به الدستور الذي يورد الرافد الأندلسي كإحدى روافد الهوية المغربية وهو ما أعطى شحنة كبيرة لكل المعنيين بالقضية الموريسكية، وكذلك نوعا من الشرعية من أجل الدفاع عن هذه القضية.
وقال لبريس لـ"إيلاف": "الاختيار الذي نتبناه هو العمل على ان نستثمر هذه الذاكرة المشتركة من أجل تمكين علاقة الأخوة والجوار بين المغرب وإسبانيا، وسوف لن تكون هذه القضية مبعثا لأي خلاف أو نزاع ولأي استجداء من أي شخص كيفما كان، فنحن المغاربة فخورون بمغربيتنا وبجذورنا الإسلامية."
وأكد رئيس "ذاكرة الأندلسيين" أن تأسيس الجمعية إنما من أجل استحضار ذاكرة إنسانية واستغلال هذه الذاكرة لتعزيز اواصر العلاقات بين الشعبين المغربي والإسباني والعالمين الإسلامي والغربي.
وفي غياب إحصائيات عن المغاربة من أصول موريسكية، فإن عدة مدن مغربية لا زالت تعج بمغربيين من تلك الاصول كمدن كالشاون وتطوان في الشمال والرباط وسلا ومراكش وفاس.
التقية طوق النجاة
من جهة أخرى، يحدد الباحث في اللغة والحضارة الإسبانية أحمد الكامون الموريسكين إجمالا في سكان الأندلس، باعتبارها كانت خليطا من الثقافات والديانات من المسلمين والمسيحيين واليهود.
وقال الباحث لـ"إيلاف": "في الأندلس، كان هناك نوع من التعايش، لكن عندما أنشأت محاكم التفتيش مع اشتداد الخناق على الحضارة الإسلامية في الأندلس أصبح كل معتنق للإسلام مضطهدا وكانت الفئة الموريسكية مضطهدة بكونها اعتنقت الإسلام وكان بعضها يتخذ ما يسمى بالتقية."
وأوضح الكامون: "على مستوى الظاهر، كان البعض يبدي اعتناقا للمسيحية، إلا أنه، داخليا، كان يدين بالإسلام، قبل أن توقع معاهدة قبل سقوط غرناطة التي تنص على أنه عند تسليم مفاتيح غرناطة للمسيحيين، سيضمن بقاء الموريسكيين أو الأندلسيين فيها مع ضمان الحفاظ على تقاليدهم وعاداتهم والمحافظة على أملاكهم، من دون أن تمس هذا المعاهدات مسألة العقيدة، لكن سرعان ما تم نقض تلك المعاهدات مباشرة بعد تسليم مفاتيح غرناظة، ما أدى بالموريسكيين إلى القيام بثورات في مراحل متعددة."
 
"موريسك" تحمل معنى قدحيا
يقول الباحث: "الموريسكي في القاموس الإسباني هو ذاك الإنسان الذي لا يستأمن قربه، بحكم أنه بعد مدة طويلة من تظاهره باعتناقه للمسيحية كي يحافظ على عائلته وأملاكه يكتشف في آخر الأمر أنه كان مسلما. "موريسكو" تعني منافق، والإنسان الذي لا يستأمن."
كان الموريسكيون عمالا في أراضي النبلاء، وكان الأسبان يقتاتون من أيادي الموريسكيين.
وأضاف الكامون: " لم يكن النبلاء ينظرون بعين الرضى إلى أن خروج الموريسكيين سيكمنهم من الناحية الاقتصادية، مع أنهم كانوا يؤدون إتاوات مقابل بقائهم، وبالتالي كان حرصهم على بقائهم فكان دفاعهم عنهم، لكن بدا أن للكنيسة الكاثوليكية وجهة نظر أخرى والكلمة الأخيرة والحاسمة في استصدار قرارات طردهم من خلال مراحل متعددة حيث كان آخر طرد تعرض له الموريسكيون في العام 1609 في عهد الملك فيليب الثاني."
 
مأساة التهجير والاعتذار الإسباني
يشبه الباحث في اللغة والحضارة الإسبانية أحمد الكامون مأساة تهجير الموريسكيين بذات الإبادة التي تعرض لها المسلمون في البوسنة أو الأندلس الثانية.
وأضاف: "قضية اعتراف الدستور المغربي بالمكون الأندلسي هو إطراء مع أنها مسألة موجودة في سلوكنا وثقافتنا لتعدد منابع هويتنا، وأن يكون هناك اعتذار لإسبانيا يستوجب أن تكون هناك فئة معينة تقوم بطلب الاعتذار لغرض ما، إثني أو غيره، اليهود كانوا قد طلبوا الاعتذار مما لحقهم من محاكم التفتيش، وكذلك الموريسكيون عانوا من نفس القسوة فلماذا يمنح الاعتذار لليهود ولا يمنح للموريسكيين؟"
اعتبر الباحث أن الاعتذار يدخل في إعادة الاعتبار لهذه الفئة، محذرا من أن تتخد هذه الفئة هذا النوع من الاعتذار لأجل أن تحظى بامتياز ما أو كأن يطالب البعض بالعودة، مؤكدا على أن المغربيين كمغاربة لا يحبذون الركوب على الاعتذار لأسباب إثنية أو إيديولوجية ضيقة.
للإشارة، كان الملك الإسباني خوان كارلوس في العام 1992 خلال خطاب رسمي له قد قدم اعتذارا لليهود عن ما لحقهم خلال حقبة محاكم التفتيش المسيحيين بعد سقوط الأندلس، إلا أنه لم يقدم نفس الاعتذار عن الاضطهاد الذي تعرض له الموريسكيون.

كتاب مالك المطلبي "ذاكرة الكتابة – حفريات في اللاوعي المهمل "

يمكن لمن ينتهي من قراءة كتاب مالك المطلبي "ذاكرة الكتابة – حفريات في اللاوعي المهمل "، يمكنه ان يصنفه ضمن الانطباعات التي تتكفل بها ذاكرة الكاتب، وهي ذاكرة لم يكن قادرا على طمسها بل عمد الى ايقاظها لغويا، مهما كانت اللغة زائفة،كما يقول، مقارنة بالاشخاص والعلامات، وبالاثار الثقافية والسياسية التي عايش الكاتب نموها منذ بداية خمسينيات القرن الماضي وحتى عام 2003، وبالضبط 9/4/2003، حيث " الحرب – والتحرير "، كما جرى هذا التعبير عند غونتر غراس وكيزابرو- اوي الياباني، اللذين تبادلا رسالتين حول الوضع المتشابه بين البلدين قبل الحرب العالمية الثانية وبعدها، ثم اخذ المطلبي على عاتقه التعليق على الرسالتين انطلاقا من التجربة العراقية التي اعترف المؤلف بفارقها البنيوي وتقاربها النسبي معا اذا قيست بالتجربتين.
استغرق الكتاب 153 صفحة ، وهو مقالات انسانية ذات اسلوب ادبي ومحتويات تتوزع بين تجمعات مثقفي بغداد في المقاهي، وبعض مظاهر الانثربولوجيا العامة في ريف من ارياف الجنوب العراقي (حول مدينة العمارة) وعادات السكن في فندق بغدادي متواضع اثناء خمسينيات القرن العشرين، وشئ من الذكريات الشخصية التي تمحورت في تجربة من تجارب الطفولة ذات التطلعات والفضول، العناد والنكوص، فاللاوعي الذي كان قبل ان تحفره الكتابة مهملا، باشر كلامه بلغة ثانوية (الكتابة)ولكنها مشبعة بنضج الكاتب وتملصه، الى حد كبير، من ضغط الرقابة البروتوكولية، اذا جاز هذا الوصف، فحين ياخذ الطفل (الذي هو الكاتب لا غيره) بالمغامرة في تجهيز بنطلون عشوائي، مع والده والخياط، وفي ارتداء السروال الكاركاتيري، في المدرسة الابتدائية الجنوبية يكون المظهر حدثا يتمادى في كونه اضحوكة تعجيبية، لا يستطيع الطفل السيطرة على معناها. وفي الكتابة بعد عقود من الحادثة.. امكنه اعادتها الى جوها.. باسلوب يكاد يطابق الواقعة. ليس هو المرح ولكنه الضحك الذي يمتلئ به كيان قارئ يمتلك خيالات طفل.
في الكتاب، ايضا، وصف لواحدة من الاختلاطات التي لا تنفك عن عدم الوضوح بين الحياة العامة المشتركة بين المسلمين والصابئة وبين الانفصال العقائدي في الحياة الشخصية، حين يشرب الطفل المسلم ماءً من خزان خاص بالطلبة الصابئة، فكل شئ يثور ويضطرب في هذا الطفل ابتداءاً من جوفه وانتهاء بعائلته وعادات التطهير الديني بالماء الجاري وفي مثل هذه الحادثة يصيرللعقائد صياغتها الجنينية. ان القطعة الاخيرة في الكتاب، المسماة " الرقص العام " يمكن ان تكون تأملا طويلا، بسيكولوجية الجماعات بعد 1958، اي بعد سقوط الملكية العراقية والاعلان الاحتفالي بالجمهورية من وجهة نظر الشعب في الجنوب، والذي يريد ان يشارك باي ثمن بالرقص العام الذي كان يمارس بالعاصمة بغداد.
ان الخسائر المادية والمعنوية تتشارك مع المعاملات الشرعية بكل حيلاتها، وتخفف من آلام الزمن الماضي، لانه مضى.. هكذا ببساطة..على انّ آثاره.. لا تستطيع ان تمحو نفسها وتدلف وراء ظرفها الزمني.

الجنس تواصل لاتناسل

الثقافة الجنسية ليست هى الجماع ولا أفلام البورنو!

"الجنس عزف حضارى على وترين
وقصيدة يكتبها جسدان
ولكنه يفشل فى بلادنا
لأنه يحدث بين فراشة ربيعية
وبين بولدوزر" 

هكذا لخص نزار قبانى حال الجنس فى بلادنا ذلك الحاضر الغائب، ولكنه نسى فى غمار البلاغة الشعرية أن يفسر لنا كيف تحولنا                        إلى بولدوزرات وكيف تحولت العلاقة الجنسية عندنا إلى عزف منفرد صولو وهى فى الأصل سيمفونية متناغمة؟،ولماذا تحول الديالوج إلى مونولوج؟ ومتى يعود الجنس إلى معناه الحقيقى ويتخلص من كونه إغتصاب مقنن بورقة إسمها عقد الزواج؟!!،هذه                        المعانى وغيرها ظلت تلح على تفكيرى أثناء حضورى تسجيل برنامج تليفزيونى كان يناقش أهمية تدريس التربية الجنسية فى المدارس، وتحولت هذه المعانى إلى شبح مخيف حين قوبل حديثى فى البرنامج بهجوم كاسح لاحظته بعد إذاعة الحلقة وللأسف كانت أغلب ردود الفعل السلبية الرافضة والخائفة والمرعوبة أغلبها ممن نطلق عليهم لقب "مثقفين"، وقد إمتد الهلع والفزع من داخل ماسبيرو الذى أحاط المسئولون فيه بجسم الجريمة وهو البرنامج الغلبان والذين حاولوا بمنتهى الكفاح والتصميم كشف الألغام والديناميت المزروع فيه لدرجة التهديد بمنع الحلقة،  إلى الخارج حيث بعض الصحف التى إستنكرت الخوض فى مثل هذا الموضوع القبيح !،مروراً بالبواب الذى قرر مقاطعتى لأنه كان فاكرنى مؤدب ومابتطلعش من بقى العيبه !،ولأننى قررت أن أخوض فى العيبه وأثبت للبواب ولكم أننى مازلت مؤدباً، سأتحدث عن أهمية تدريس الجنس فى المدارس وكيف أن تعليمه هو قمة الأدب ورفض دراسته هو العكس.
عندما كنت فى المرحلة الإعدادية وأتى اليوم المشهود يوم حصة العلوم التى سيشرح فيها المدرس الجهاز التناسلى،  دخل علينا الأستاذ الجهبذ راضى والعرق يبلل نظارته السميكة برغم الشتاء القارس وزف إلينا البشرى السعيدة وهى أن هذا الجزء من المنهج محذوف ولن يأتى ذكره ضمن أسئلة الإمتحان، كان المدرس يتحدث وكأنه يتخلص من عار وذنب وحمل ثقيل، وتنفس بعدها الأستاذ راضى الصعداء، وكنا نستمع وكأننا مشتركون فى إثم وحمدنا الله على أننا تخلصنا من ساعات مذاكرة زياده وسؤال سخيف فى الإمتحان،  ولم نكن نعرف وقتها أن موقف الأستاذ راضى هو تلخيص وإمتداد لموقف المجتمع ككل، وأن حذف النصف الأسفل من الجسم ليس قرار وزارة التربية والتعليم وحدها بل قرار  ثقافة عربية خائفة ومرعوبة تعانى من الشيزوفرينيا تجاه الجنس والجسد،  تتحدث ليل نهار عن الجنس ولكنها فى العلن وأمام الشاشات تحتقره، وتتخيل أنها بقدر  إدانتها  له بقدر  إقترابها أكثر من معانى الشرف والسمو،  ثقافة تخلق من الجسد مشكلة وهو فى الأصل حل، وتحوله إلى عورة شاملة وهو  فى البدء طاقة فعالة، ومجتمع أخرس يجهل التحدث بأقدم لغات الدنيا وأصرحها وهى لغة الجنس، أصدر المجتمع فرمانه بأن يحفظ الطفل والشاب خريطة الوطن العربى ويجهل خريطة جسده، ويعرف كيف دخل الإنجليز إلى مصر ولايعرف كيف يدخل هو إلى مرحلة المراهقة، وأوكل المجتمع مستريح الضمير هذه المهمة المعقدة لآباء وأمهات هم فى حاجة أصلاً للتعليم وفك العقد المتوارثة نتيجة تربية خاطئة ومناخ مسمم ومجتمع يرتاب فى كل مايخص رغبات الجسد فهو مدان إلى أن تثبت براءته، وملوث حتى يتم تعميده بالحصار والخنق والتغطية والكلفته 000الخ.
ضمت حلقة النقاش فى البرنامج رجل دين فاضل، وإحتد النقاش بيننا وكان أفضل مافيه أنه لخص وجهة النظر السائدة عن الجنس وهى للأسف نظرة متخلفة، قال الرجل ولم يوارب وفتح النار على كل مايسمى ثقافة جنسية وقال تكفينا كتب الدين فقط، وسخر من العلم وهو يقول أنه فى إعدادى أزهر عرف من خلال كتب الفقه عن الجنس مالم يعرفه أطباء النساء والولادة وتناسى المعلومات العلمية المغلوطة التى تضمها كتب الفقه التى يدرسونها فى مدارس الأزهر مثل أن دم الحيض هو لتغذية الجنين وأن مدة حمل من الممكن أن تستمر بالسنتين وأكثر !!،وبالطبع كانت أهمية حديثه ليست فى قوة حجته ولكن فى مقدار تعبيرها عن فكر ونبض تيار رئيسى ومسيطر على عقل الشارع المصرى ومن هنا كانت أهمية طرح الأفكار وكشف المغالطات حتى يتسنى لنا معرفة ماهى ضرورة تدريس الجنس فى المدارس.
بداية لايعنى تدريس الجنس تدريس الجماع، ولكنه تدريس ومعرفة تضاريس هذا الجسد وتغيراته الحادة العاصفة من مرحلة الطفولة وحتى الشباب مروراً بالمراهقة، وأظن أن هذا حق إنسانى مشروع جداً، وماننادى به ليس عرض أفلام البورنو على الطلبة ولكنه تقديم علم الجنس لهم، وهو بالفعل علم إستقر وإتضحت ملامحه، ولسنا مسئولين عن الهواجس الجنسية المرضية التى تتشبث بعقل وجسد البعض نتيجة الكبت فالحل لهذه الهواجس ليس فى أيدينا بل فى أيديهم، ولذلك نطلب منهم أن ينحوا جانباً عقدهم الجنسية لنستطيع النقاش بحرية وموضوعية
أولى النقاط التى طرحت ويتبناها الكثيرون ويرددونها فى مناقشاتهم وكتاباتهم هى أن الجنس غريزة حيوانية وبالطبع كل ماهو حيوانى لايصح أن يدنس محراب العلم؟،وأنا على العكس أرى أن الجنس هو أرقى الغرائز البشرية وأهمها وهو يمثل أسمى وأعلى أنواع التواصل الإنسانى، وليس صحيحاً أن يقال أنه مادامت الحيوانات تتناسل وتمارس الجنس بدون تعليم فلماذا ندرسه نحن بنى البشر؟!،فالجنس عند الإنسان يختلف بالطبع عنه عند الحيوان، فالإنسان ليس لديه موسم تزاوج محددفهو يمارس الجنس فى أى وقت وهذا يثبت أن وظيفة الجنس الإنجابية وظيفة هامشية فالأساس هو المتعة ثم الأهم التواصل، ولذلك فالإنسان هو الحيوان الوحيد الذى يواجه أليفه ورفيقه وجهاً لوجه عند اللقاء الجنسى حتى يحس ويألف ويحتضن ويمنح الدفء ويكتسبه عكس جميع الحيوانات التى تمارسه بلامواجهة مباشرة وبطريقة ميكانيكية بحتة،إذن الجنس تفاعل نفسى قبل أن يكون تفاعل جسدى، وتسميته الغربية MAKING LOVE هى تسمية معبرة تماماً عما أعنيه عن أن الجنس مصنع للحب وليس للعيال!،وبهذا يثبت أن الجنس هو أعلى الغرائز إنسانية وأن إدانته على أنه شئ حيوانى لاتتم إلا عندما يعم الفساد الأخلاقى فيدعى الجميع الشرف على جثة الجنس.
النقطة الثانية التى يرفعها البعض فى مواجهة المنادين بتدريس الجنس فى المدارس هى لماذا ندرس الجنس وجدودنا لم يدرسوه وكانوا فى منتهى الفحولة؟،وهو منطق خاطئ يختزل الجنس فى وظيفته الإنجابية ويربطه بالفحولة والرجولة ويتناسى أن التواصل قبل التناسل، ويتناسى أيضاً أن السلوك الإنسانى كائن حى يتطور وينمو وكذلك الغرائز،  وإلا فلماذا نأكل بالشوكة والسكين والملعقة وتضع المطاعم زهوراً على الموائد؟، ونحن نستطيع أن نلتهم الطعام بالأيدى بدون الحاجة لتلك الطقوس المعطلة للغريزة، أعتقد أن الإجابة هى فى كلمة التحضر الذى يفرض علينا معانٍ جديدة حتى فى الجنس أهمها أن تعبير المرأة أو مشاركتها الفعالة فى الجنس عيب وحرام، وأيضاً أن الجنس ليس لقاء أجساد فى غرف نوم مغلقة بل قبل ذلك لقاء ثقافات وعقول سابقة التجهيز تحمل أفكاراً مسبقة !!!،ومهم جداً أن نعرف إنطلاقاً من هذا المفهوم أنه لايوجد رجل مريض جنسياً أو إمرأة مريضة جنسياً بل توجد علاقة هى المريضة وهى المدانة
وبتغيير مفاهيمنا السابقة أولاً عن الجسد ثم الجنس نستطيع ببساطة بعدها أن نتحدث عن أهمية تدريسه، وأنا لاأطالب بتدريس الجنس كمنهج مستقل وإنما يجب أن يتخلل المناخ التربوى والتعليمى نفسه، ولايصبح مدرس العلوم بذلك هو المسئول الأول والأخير، فتدريس قصائد الغزل فى درس اللغة العربية جزء من التربية الجنسية، ومشاهدة حظيرة المدرسة جزء من التربية الجنسية، ومدرس الألعاب حين يمنع طالبة من أداء تمارين الجمباز بحجة الخوف على غشاء البكارة فهو يرتكب خطأ فاحش فى التربية الجنسية، والمدرسة التى تتعامل مع الذكر على أنه سوبرمان والأنثى على أنها بهانه فهى ترتكب جريمة جنسية، وكذلك مدرسة الحضانة التى تعنف الأطفال وتفصل الذكور عن الإناث فهى أيضاً ترتكب نفس الخطأ، أما مدرس الدين والذى عادة مايعترض على تدريس الجنس فى المدارس ويعتبره فسقاً وفجوراً فكيف بالله عليك سيواجه التلاميذ الذين سيسألونه عن المحيض                        والزنا وقصة سيدنا يوسف وفيها همت به وهم بها ومعنى الأرحام والفرج وآتوا حرثكم أنى شئتم 000الخ.
إن التربية الجنسية عملية مستمرة وممتدة وشاملةومسئول عنها المدرس والطبيب والأخصائى الإجتماعى والأب والأم ورجل الدين، والسؤال عن أى سن نبدأ فيه التربية الجنسية سؤال خاطئ، لأنه لابد أن يعدل إلى أى نواحى التربية الجنسية تتناسب مع الأعمار المختلفة؟،فمشاهدةتلقيح الزهور من الممكن أن يفيد فى مرحلة ما، ودراسة مفاهيم الأبوة والأمومة والرضاعة فى مرحلة تاليه،ودراسة التغيرات الهورمونية مرحلة أخرى وهكذا، وبذلك نستطيع معرفة حقيقة ذواتنا وتلافى المفاهيم المغلوطة والأمراض الجنسية، ومعرفة أن الإحتلام ليس خطيئة والحيض ليس إثماً، والعادة السرية لن تصيب الفرد بالجنون والختان لن يؤدب البنت ويكبت رغبتها بل سيحرمها من الإشباع وأن المداعبات الخارجية من الممكن أن تحدث حملاً0000الخ
أرجو أن يتذكر الجميع أن الأخلاق لايتم إحتكارها، وأن البعض الذين يدعون أنهم الوكلاء الوحيدون لقطع غيارها واهمون، فكلنا نسعى من أجل أخلاق أفضل ولكن يوجد فرق كبير بين الأخلاق وبين المرض النفسى، والخصيان أكثر الناس أدباً لكنهم أفشل البشر فى بناء المجتمعات، ومن المؤكد أن أعظم قدرة نمتلكها نحن الكبار هى قدرتنا على نسيان مراهقتنا.
ونحن الذين نحارب الثقافة الجنسية من أجل الفضيلة من أكثر المجتمعات إنفاقاً على العمرة والمنشطات !،مجتمع يدل إنفاقه على مدى نفاقه،وكما أن العمرة عند الكثيرين من تجار الشنطة إستدعاء للورع الشكلى والتدين المظهرى المفرغ من الروح الدينية الحقيقية، فالمنشطات أيضاً عندنا إستدعاء للجنس الشكلى الميكانيكى الخالى من الروح الإنسانية الصادقة، وهؤلاء عندما يحجزون تذكرة العمرة أو يتناولون قرص المنشط فإنهم بذلك يحافظون على ماأطلق عليه مجتمع الفاترينات، فالمهم عندنا هو أن الفاترينة بخير أما ماهو وراء هذه الفاترينة الأنيقة فليس مهماً حتى ولو أكلته العتة أو أصابه العفن !!،فمن الممكن بل ومن العادى جداً أن تذهب إلى العمرة وبعد عودتك مباشرة تبيع بمنتهى راحة الضمير منتجاً منتهى الصلاحية، وكذلك بعد أن تمنحك المنشطات جنساً صحيحاً من الناحية البيولوجية لاتتورع عن أن تسب وتضرب من كانت فى أحضانك منذ قليل تحت لافتة القوامة والتأديب.
وفى مجتمع الفاترينات يحاول كل من نخرت روحه السوس أن يتطهر ويقدم قرباناً حتى ولو ضحى بأى شئ حقيقى وصادق فى طريقه ومنها الدعوات الجادة للثقافة الجنسية،ولكن يوجد سؤال مهم يفرض نفسه، فلماذا هذا العصاب الجماعى الذى أصبح يحكم ردود أفعالنا تجاه أى إختلاف وخاصة لو كان حول الجنس؟.
الإجابة عن هذه النقطة فى غاية الأهمية وليس الغرض منها الدفاع عن ماقلته أنا فى الحلقة التليفزيونية، إنه الدفاع عن الجنس نفسه والذى لايعنى الدفاع عن الإباحية فالفرق بينهما شاسع بل أستطيع أن اقول وبكل راحة ضمير أنه لاعلاقة بينهما أصلاً، فالذى لمسته من معظم المهاجمين لتدريس الثقافة الجنسية هو تحقير الجنس، وتأكيد مفهوم أنه "أحقر الغرائز " و"الشهوة البهيمية الحيوانية " 000الخ، وهو كلام مرسل يحتوى على مغالطات كثيرة، فلو صح تقسيم الغرائز إلى غرائز راقية وأخرى حقيرة فأنا أعتبر وبلاتردد أو تحفظ أن الجنس هو أرقى الغرائز البشرية على الإطلاق،  لأنه ببساطة أعقدها من الناحية البيولوجية والنفسية، والعلماء يعتبرون أن أهم عضو جنسى فى الإنسان هو المخ أعقد أعضاء الإنسان وأرقاها، والدوافع الجنسية نواة تجمع داخلها كل عناصر الحياة وألوان طيفها المتعددة وحتى المتناقضات، ففيها حب التملك والمشاركة، فيها الأخذ والعطاء، وفيها الرغبة فى السعادة والقدرة على الإسعاد، وفيها البحث عن الحنان والتواصل والخلود والقدرة على زرع بذور الحياة، والجنس ليس شهوة بهيمية حيوانية بل إنه سلوك إنسانى إجتماعى شديد التعقيد، فالحيوانات لاتشتهى بل هى تستجيب أوتوماتيكياً لدوافع بيولوجية فى مواسم تزاوج محددة، أما الإنسان فهو الذى يشتهى ويضع لإختيارته مقاييس وقواعد جمالية ونفسية،  وعلماء النفس يؤكدون على أنه لايكاد يخلو سلوك إنسانى من دوافع جنسية بالمعنى الواسع والراقى لكلمة جنس.
لذلك فنحن لو حقرنا الجنس فنحن بالتالى نحقر الحياة ونحقر معها أنفسنا قبل الجميع،إن موقف مجتمعنا من الجنس موقف مرضى                        فضحته مثل تلك المناقشات عن الحلقة وغيرها، مرض يمكن أن نطلق عليه ال SEXOPHOBIA،  ومن الممكن أن نلخص أعراضه وأسبابه كالتالى :
*الجهل الكامل بالجنس ومعناه كوظيفة عضوية وكدوافع نفسية، هذا الجهل يجعلنا غير مؤهلين للتعامل معه كما يجب مما يؤدى إلى العرض الثانى.
* العجز عن مواجهة الجنس بكل صوره سواء العلمى أو الفنى أو الإجتماعى النفسى، وكرد فعل طبيعى لهذا العجز فنحن نحقر الجنس فى محاولة منا لإثبات أن موقفنا الهروبى منه هو تسامى وتعالى عليه وليس عجزاً سببه الجهل والعجز السابقين، وهذا العجز والتحقير يخلق العرض الثالث.
*الكبت والحرمان الجنسى، إذ أن إيماننا الدفين بحقارة الجنس وتدنيه يجعلنا عاجزين عن دمجه فى مشاعر الحب والحنان والتواصل لدينا أثناء نمونا النفسى، وهذا الإنفصال يفقد الممارسات الجنسية فيما بعد مضمونها العاطفى ويفرغها من محتواها النفسى فيخلق عندنا حالة من الحرمان الجنسى (الكيفى وليس الكمى ) فنمارس كثيراً ولكننا للأسف لانحس إلا نادراً !!،هذا الحرمان يجعل الجنس هو الوسواس القهرى، هو شغلنا الشاغل وهو البداية والنهاية فى سلوكنا اليومى مما يخلق العرض الرابع.
*التجسد بمعنى أن يتجسد لنا الجنس فى كل شئ نراه، فنتربص لكل عمل فنى ولكل صداقة بريئة، ويتجسد لنا وراء كل ضحكة وإيماءة أو بهجة، وبه يمكن تفسير الفشل فى الإمتحان والهزيمة فى الحرب أو حتى فى كرة القدم !!،وبالطبع فى برنامج كالذى نتحدث عنه، وهنا يكفى الكاتب المهاجم المتربص أن يوحى ويومئ تحت شعار "إنت فاهم وأنا فاهم " ليكمل القارئ المريض بالوسواس الجنسى باقى الصورة ويمد خط "القباحة " على إستقامته،وبعدها يصرخ الجميع الشباب الشباب 00الفضيلة الفضيلة!.
إذا كان هذا هو حال المرض الضارب بجذوره فى نخاع المجتمع فهل نناقشه أم نخفى رؤوسنا كالنعامة ونضحك على أنفسنا ونؤمن بنصائح أصحاب بوتيكات الفضيلة ووكلاء قطع غيار الأخلاق وواضعى المواصفات القياسية للأدب والإحترام!!، إننا لن نصل إلى أى درجة من درجات التصالح مع النفس طالما أن الجنس ينمو بداخلنا كجنين غير شرعى نحتقره وندينه ونخنقه ونمنعه من التنفس حتى نجهضه ونطرده من دائرة النقاش، ولابد أن نسأل أنفسنا فى عصر السماوات المفتوحة هل نحن فعلاً نريد الحرية الحقيقة أم الحرية المعلبة سابقة التجهيز؟،الحرية ياسادة لاتتجزأ ولاترتدى البرقع ولاتحب الترقيع، والذى لايناقش الجنس بحرية لن يناقش السياسة ولاالإقتصاد بحرية وسيمارس طوال حياته التعمية والطناش على كل شئ، وإتهام من يدعو إلى تدريس تلك الثقافة بأنه السبب فى إنتشار العادة السرية بين الشباب لابد أن يوجه بالأساس إلى من جعلوا الحد الأدنى للزواج أربعين سنة !!.
وأختم مقالتى بحادثة تاريخية وإقتباسين أحدهما من التراث العربى والآخر من التراث الأجنبى لعلها ترد على الإزدواجية الأخلاقية الحادة التى نعيشها والتى تدل على أن معظم الذين يتباكون على الفضيلة هم غالباً أبعد الناس عن التمسك بها :
*تم إعدام لوحة ليوناردو دافنشى " ليدا وطائر البجع" فى فرنسا بحجة أنها إباحية وتتنافى مع الأخلاق، وكان الذى أمر بإعدامها هو الملك لويس الثالث عشر أكبر ملك إرتكب موبقات أخلاقية فى تاريخ فرنسا، وبعدها أحرقت لوحة مايكل أنجلو التى تتناول نفس الموضوع وبنفس المبرر فى عهد لويس الرابع عشر بناء على طلب داعرة كانت تمارس العشق معه إسمها مدام دى مانتنون !!.
*قال الإمام الحافظ بن قتيبة الدينورى :"وإذا مر بك حديث فيه إفصاح بذكر عورة أو فرج أو وصف فاحشة فلا يحملنك الخشوع أو                        التخاشع على أن تصعر خدك وتعرض بوجهك، فإن أسماء الأعضاء لاتؤثم، وإنما المأثم فى شتم الأعراض وقول الزور والكذب وأكل لحوم الناس بالغيب "!!.
*قال كولن ولسن " أنا شاعر لاأحب الناس بالشكل الذى هم عليه، فهم مخيبون للآمال ومقبضون إلى درجة كبيرة، وحين يتهمنى النقاد بأننى مشغول بالجنس، أعترف بذلك بترحاب، فهو أحد الموضوعات القليلة التى يجب أن ينشغل بها الأذكياء، دعنا نفكر بالجنس ونتحدث عنه قليلاً لشئ ما، إن الشعراء والفلاسفة كانوا يبحثون عن معناه منذ تعلم الإنسان أن يفكر، فتجاهل الأغبياء الذين يخبرونك أن تدع الجنس لغرف النوم ولاتتحدث عنه، إن نظرة واحدة إليهم ستقنعك أنهم لو فكروا لأنفسهم بطريقة صحيحة لما أصبحوا أناساً من الدرجة الثانية كما هم عليه الآن !!!!. 


ايلاف

هل يمكن للرجل ان يحمل

أثار رجل له لحية موجات من الدهشة في العالم ، عندما أعلن بالأمس أنه حامل، فقد نشر توماس بيتي البالغ من العمر 34 عاما، صورته المذهلة والتي يظهر فيها منتفخ البطن، وقال يبدو أنه لا يمكن تصديق أنني رجل حامل. كما كشف أنه من المتوقع أن يلد في الثالث من شهر تموز (يوليو) المقبل، وذلك وفقاً لما ورد بالصحف الأميركية والإنكليزية، وقد رصدت صحيفة "الصن" اللندنية قصة هذا الرجل (الحامل) .

حيث تحدث حول  كيفية حدوث الحمل وذلك من خلال حيوانات منوية أخذها من متبرع لأن زوجته نانسي لا يمكنها أن تحمل وتلد أطفالا. واعترف هذا الشخص الأميركي الذي يدعى توماس، والذي غير جنسه من قبل إلى رجل لأنه كان مولودا في حقيقة الأمر أنثى، اعترف بأن هذا الحمل العجيب سوف يخلق أشياء مجهولة من الناحية القانونية والسياسية والاجتماعية. ولكن في الحياة الواقعية، فإن هذا يعد  صدى لفيلم الفتى للمثل أرنولد شوارزينجر عام 1994، ولكن توماس يقول إنه سوف يحيا كرجل على الرغم من نمو الجنين في أحشائه.

كما أضاف قائلا: سوف أكون أبا لابنتي، وسوف تكون نانسي أمها، سنكون أسرة. ويعد توماس رجلا من الناحية القانونية بعد أن أجرى جراحة تغيير جنسه من قبل من أنثى إلى رجل، ومع ذلك يبدو أنه مازال يحتفظ بأعضاء التناسل الأنثوية.

لذلك فإن توماس الذي أجرى جراحة في ثدييه وكان يتلقى علاجا بهرمون التستسترون الذكري من أجل تغيير جنسه إلى رجل، قد توقف عن تعاطي حقن الهرمونات وبدأت تأتيه الدورة الشهرية. وبعد عام أصبح حاملا بتوأم من حيوان منوي من متبرع، ولكن حدث له إجهاض بعد أن حدثت له مضاعفات خطرة تهدد حياته. ثم أصبح حاملا مرة ثانية منذ خمسة أشهر، ويتوقع الأطباء الآن أنه سوف يلد طفلة سليمة صحيا.

وقد قرر توماس بشجاعة أن يكتب تجربته في مجلة شهيرة تدافع عن حقوق الشواذ في أميركا. حيث كتب قائلا: يا له من شعور غريب أن تشعر أنك رجل حامل. فعلى الرغم من انتفاخ بطني لكون حياة جديدة تولد فيه، فإنني مازلت مقتنعا أنني رجل. أما بالنسبة إلى أولئك الذين يعيشون في الحي الهادئ الذي نعيش فيه، فإنهم ينظرون إلينا على أننا زوجان متحابان وسعيدان جدا. وقد كانت رغبتنا الشديدة في العمل بجد من أجل شراء منزل كي نبدأ فيه حياتنا الأسرية، شيئا عاديا. وهذا حتى قررت بأنني سوف ألد طفلة. فقد غيرت جنسي وأصبحت ذكرا ومتزوجا بشكل شرعي من نانسي.

وقد أقر توماس بأن الأطباء، والأصدقاء والأقارب كانوا مصدومين من حمله. وقد أمره أحد الأطباء أن يحلق لحيته. وكشف توماس أن عائلة زوجته مصدومة لأنهم يعرفون أنه كان مولودا أنثى. كما قال: لقد مارس الأطباء تمييزا ضدنا بسبب معتقداتهم الدينية.
كما أن المتخصصين الصحيين رفضوا أن ينادونني كرجل أو يعتبروا نانسي زوجتي. وقد ضحك موظفو الاستقبال في المستشفى عندما قابلونا. وقد تخلى عنا الأصدقاء والعائلة، حيث إن معظم أفراد عائلة نانسي لم تعرف أنني كنت أنثي في البداية وحولت جنسي. وكان أول طبيب نتوجه إليه متخصصا في الأمراض التناسلية، وقد كان مندهشا من وضعنا وطلب مني أن أحلق الشعر الموجود في وجهي.

وبعد عدة أشهر وإنفاق 2000 دولار أميركي، قال لنا الطبيب إنه لن يستمر في علاجي بعد ذلك، لأنه والعاملين معه غير مرتاحين للتعامل معي. كما قال توماس إن عائلته لم تقف إلى جانبه حتى بعد أن حدث له إجهاض في التوأم من قبل. وأضاف قائلا: عندما اكتشف أخي ما حدث قال إنه شيء جميل، من يعرف كيف سيكون شكل هذا المولود العجيب. واستمر توماس قائلا: إنني محظوظ جدا لأن لي زوجة محبة ومساندة لي.

وقبل أن يجري توماس عملية التحويل الجنسي، كان فتاة سحاقية تسمى تريسي لاجوندينو. وكانت تريسي ناشطة  مدافعة عن حقوق الشواذ في هاواي، حيث قامت بحملات من أجل وقف جرائم الكراهية، وإعطاء الزوجين من الجنس نفسه الحق في العيش في سلام. وقد ذكر الأصدقاء كيف وقعت تريسي في الحب مع نانسي روبرت. وكيف أن نانسي انتقلت للعيش مع تريسي، ولكنها قالت إنها تستأجر غرفة عندها حتى تتجنب التعرض للتمييز.

ثم قامت تريسي بعملية تغيير جنسها إلى رجل لأن القانون في هاواي يعارض الزواج المثلي. ومنذ عامين انتقل الزوجان إلى بيند في أوريجون – وهي مدينة يسكنها حوالى 80.000 نسمة – حيث عملا معا في مشروع للطباعة. وقد رفض الجيران المذهولون تصديق أن توماس حامل.  ولكن محرر لوس أنجيلوس قال إنهم قابلوا الطبيبة التي تعالج توماس، وقد أكدت أنه حامل وأن الحمل ينمو بشكل طبيعي .


 نقلا عن ايلاف، بتاريخ 2008/3/29

الوجه يكشف نوايانا الجنسية

قال باحثون بريطانيون إنه يمكن التعرف على الميول الجنسية للناس بمجرد النظر إلى وجوههم سواء الرجال أو النساء.

واضاف الباحثون ان الرجال يفضلون عادة النساء اللائي يرونهن أكثر انفتاحا للعلاقات الجنسية قصيرة الأمد عن اللائي يفضلن الاستقرار.
وترى النساء أن الرجل ذو الفك الكبير والعيون الضيقة اقل التزاما تجاه المرأة.



من الصورة ترى الدراسة ان الوجه الى اليسار اكثر اهتماما بالعلاقات الجنسية القصيرة الامد.

جاء ذلك في بحث مشترك بين جامعتي أبردين ودورهام البريطانيتين وشملت 700 شخص من الشبان والفتيات في العشرينيات من العمر.

وقال الباحثون إن الدراسة أظهرت أن الناس يستخدمون مفاهيمهم السابقة لانتقاء الشريك بناء على العلاقة التي يريدونها.

وكان يعرض على كل مشارك صور لأناس من الجنس الآخر ويطلب إليهم أن يختاروا الوجه الأكثر انفتاحا لعلاقة جنسية قصيرة الأمد أو فكرة ممارسة الجنس دون حب.

كما طلب إليهم أيضا أن يحددوا أي وجه يعتقدون أنه أكثر جاذبية لعلاقة طويلة الأمد، وهل هو الأكثر رجولة أو أنوثة، ومن الذي يعتقدون بصفة عامة أنه جذاب.
النتائج

وقال الباحثون إن الكثيرين من الذين شاركوا في الدراسة حددوا على نحو دقيق من الصور من هو الأكثر إهتماما بالعلاقات القصيرة الأمد أو العلاقات طويلة الأمد.

ويعتقد أغلب الرجال أن المرأة الأكثر جاذبية هي الأكثر انفتاحا للعلاقات قصيرة الأمد.


من الصورة ترى الدراسة ان الوجه إلى اليسار أكثر اهتماما بالعلاقات طويلة الأمد

وعلى الجانب الآخر، ترى أغلب النساء أن الرجل الأكثر انفتاحا للعلاقات القصيرة الأمد عادة ما يكون ذو مظهر رجولي خشن وفك مربع وانف غليظ وعينين ضيقتين.

وقالت الدكتورة ليندا بوثريود أستاذة الطب النفسي بجامعة دورهام "إن الدراسة تكشف أنه يمكن إصدار أحكام مبنية على الغريزة تجاه الجنس، إن لدينا اللاشعور وهو ليس صادقا في كل الحالات ولكنه مرشد معقول".

وأضافت قائلة "إن النتائج تقول إن بعض الناس يمكنهم الحكم على الاستراتيجية الجنسية للجنس الآخر ببساطة من شكل الوجه ولكنهم ليسوا دائما متيقنين من أحكامهم".

وتابعت قائلة "إن هذه الانطباعات الأولية عادة ما تلعب دورا في تقييم الشركاء المحتملين عندما نلتقي بهم لأول مرة".

وأوضحت "ان ذلك قد يتغير مع المزيد من معرفة الشخص الآخر أو مع التقدم في السن".

كما قال البروفيسور بن جونز من جامعة أبردين "إن الدراسات السابقة كشفت عن أن الناس يمكنهم الحكم كثيرا على شخص من وجهه مثل حالته الصحية".

واضاف قائلا "ولكن هذه هي الدراسة الأولى التي تظهر حساسية الناس للعلاقة بين ملامح الوجه ونوع العلاقة العاطفية".

غير أن البروفيسور ديفيد بريت من جامعة سان أندرو يقول "في الوقت الذي يلعب فيه الوجه دورا في الميول الجنسية فان على الرجال ألا يفترضوا شيئا تجاه نوع العلاقة مع إمرأة بناء على وجهها فما يهم هو ما تريده هي".

واضاف "وفي الواقع فان النساء لا يجدن الشخص غير المميز في مظهره جذابا سواء على مستوى العلاقة قصيرة الأمد أم طويلة الأمد".

وقد تم نشر الدراسة في صحيفة التطور والسلوك الانساني الأربعاء.